في نهاية الاجتماع التنسيقي الدوري لغرفة العمليات الأممية، وقف مقرر اللجنة ليتلو مُخرجات الاجتماع على الحضور، والتوزيع المُتفق عليه للمهام الخاصة بالعملية الجديدة:
أنتم ستتولّون تنفيذ العملية..
وأنتم ستتولّون التحقيق في العملية..
وأنتم الذين ستطالبون قبلا بفتح التحقيق..
وأنتم مهمتكم التضليل الإعلامي..
وأنتم عليكم الذباب الإلكتروني..
وأنتم المسؤولون - كالعادة - عن إطلاق الفتاوى والفتاوى المضادة..
وأنتم ستصدرون بيانا ناريا..
وأنتم ستتوعدون بالرد..
وأنتم ستشجبون..
وأنتم ستستنكرون..
وأنتم ستدينون..
وأنتم ستشجبون وتستنكرون وتدينون في آن واحد..
واضح؟
رفع مندوب الدولة التي سيمر المرتزقة الذين سينفّذون العملية عبر أراضيها يده على استحياء مستفسرا: "ونحن ماذا سنفعل"؟
أجابه مقرر اللجنة مازحا: "أنت اطلب لنا شاي وقهوة لقد انتهى الاجتماع"!
في تلك الليلة اتصل مندوب الدولة التي ستدين مع مندوب الدولة التي ستستنكر:
"عذرا صديقي على الاتصال في مثل هذا الوقت المتأخّر، ولكن يبدو أنّني قد غفوتُ قليلا اليوم خلال الاجتماع ولم انتبه ما الذي تم الاتفاق عليه بالضبط، هل المطلوب منّا أن ندين بأشدّ العبارات أم ندين فقط"؟!
أجاب مندوب الدولة التي ستستنكر بصوت شبه نائم: "تدينون فقط".. ثم استدار واضعا يده حول زوجته التي تنام على الطرف الآخر من السرير محاولا احتضانها.
أبعدت الزوجة يده عنها بحزم، فأدار ظهره للناحية الثانية، وأعاد الهاتف تحت المخدة تأهبا لأي اتصالات أو طلبات أو أوامر مستعجلة.. ونام.