ليست العمارات الشاهقة وحدها وليست الزينة والتجميل والتبجيل وحده ولا السيارات الفارهة ولا اللباس الانيق والتطيب وكثرة الحواري ومفاخر الاحساب والانساب فهذه مظاهر شكلية ولكنها من رحم الكبرياء والتعنت والجبروت.
وهي خلفية وظل للتكبر والتجبر والأمعان في الانحراف ورؤية الذات السامية بدرجة اكبر من بقية البشر الذين خلقوا من طينة واحدة والى مصير واحد وبينها مسافات من المرض والعوز والهم والشكوى والحزن والاغتراب.
ليس من المروءة رؤية الذات بهذا التعنت والتسلط والتكبر
ولا من الكرامة والاستقامة والوقوف عند انسانية الإنسان وضعفه وحاجته ان يلج مسارات زائفة يحيط بها الكبرياء المدفون ويشم منها رائحة العفن الموهون.
ان كنت شيخا او سبطا من الاسباط او صاحب ثروة او جاه او عنفوان في معتقدك وما رسخ في ذهنك فذاك شأنك ان شئت صعدت الجبال وان شئت هوى بك الردى إلى عمق الأودية وقيعان البحار.
وان اوغلت في التمادي فتلك غمامة اصابتك في عقلك وفكرك وانت غافل متعام فاقد للبصيرة والتبصر ولا تدري متى الانهيار والندم على ما فات.
لا تغفل ولا تتغاضى عن مصير ينتظرك آجلا ام عاجلا ولا ينفع الندم ولات حين مناص وكن على ثقة ان تلك المعتقدات والمظاهر زائلة لا محالة. فوطن نفسك على ما فطرت عليه من التواضع وحب الخير ولفظ الشر.