حين تفتحُ السماوات أبوابها للمجد والخلود فإنّ للتلحميّة «شيرين أبو عاقلة» كامل الأبواب الفلسطينيّة تعبر منها متى شاءت وهي مضرجةٌ بحنّائها وهي تزغرد وتهاهي: وسّعوا الميدان؛ شيرين جتكم والقلب مليان..!
لشيرين الآن ليس محطّة فضائية بل الفضاء كلّه.. تخبّئه في أصغر جيبةٍ لها وتخرجه بثًّا بلا انقطاع لتكون فيه فلسطين سيّدة الفضاء كما هي سيدة الأرض..
شوارع الأردن الآن حزينة لأنها كانت تقول لها: امشِ وعين الله ترعاك.. وأنفاس شيرين العابقة في كل شبر من «جامعة اليرموك» تعلو وتهدر ليكون البكاء المرير نشيجًا وطنيًا لا تعرف فلسطينه من أردنّه؛ فالروح واحدة واللسان واحد والأرض واحدة؛ تصهل حين يعزّ الصهيل وتعطي الأحلام الوارفة للأجيال القادمة رغم الرصاص والاحتلال..!
إيه يا شيرين.. وأنت تسلّمين الروح تحت الشجرة كنت تسلّمين في ذات الوقت أوراق اعتمادك سفيرةً للشهداء.. منذ ربع قرن وأنت توزّعين الابتسامات وسط الصمود والقتال؛ لأن ابتسامتك في وجه عدوّك رصاص وانتصار.. كنت تقهرينهم في كلّ تقرير وطلّة.. وكنت حين تخرجين من البيت يخرج معك شهداء فلسطين وهم يغنون في طريقك: بانتظارِكْ بانتظارِكْ؛ نحن نمشي لانتصارِكْ.. وها أنتِ تنتصرين برصاصة قنّاص جبان..!
شهيدة الشجرة ستنمو وتغوص جذورها في أرض فلسطين و إن كنّا نحن الجيل الثاني «جيل شيرين» قد رأيناها فإن الأجيال القادمة ستدرك أن شيرين أبو عاقلة كانت بوابة من بوابات التحرير وأن دمها الطازج الآن لم يذهب هدرًا..
لله درّك من سلاح بيد الشعب الفلسطيني.. رحمة الله عليك.. ووداعًا يا شهيدة الشجرة..
(الدستور)