في مملكةٍ تؤمن بالسلام كرسالةٍ لنبيها محمد- عليه الصلاة والسلام- الذي بُعِثَ ليتمم مكارم الأخلاق ويرسي قيم العدالة والتسامح، وينبذ الكراهية والتطرف والاستقواء على الشعوب وخيراتهم على اختلاف أجناسهم وأعراقهم.
مملكةٌ تأسس بنيانها بفكرٍ هاشمي عروبي، ثارَ ضدّ الظلم والاستبداد، يرى في العرب دُعاةَ إسلام وسلام، تجمع ولا تفرق، مملكةٌ هي على الدوام الحضن الدافئ والمأوى لكلّ عربي أو مسلم غشاهُ ضيم أو نالهُ حيف، ذادت عن بلاد العُرب في كل ميدان بمهجِ أبنائها ودمائهم وأموالهم؛ لتكون النصير والمُعين للحق في وجه الظلم والطغيان والأم الرؤوم لكل باحثٍ عن طمانينة وأمن في وقتٍ عمّ فيهِ الفزع وسادَ فيهِ الخوف.
مملكة رسّخَ فيها الهاشميون دعائمَ الحقِ، ونصروه فشهدَ العالم أجمع أنّ مليكها يحكم بحق ورفق، وسط عالم تتقاذفه أمواج الصراعات والنزاعات والحروب وتسوده أصوات المدافع والصواريخ.
ملكٌ ينافح عن السلام في كل مجلس ولقاء لإيمانه الراسخ أنهُ الحق الإنساني الثابت والسبيل الأوحد لتنعم البشرية بالسكون والراحة، ولتنال حظها من الأمن والطمأنينة، ولتنشأ الأجيال في عالم من المحبة.
ملكٌ شهدَ له العالم أنهُ رسول السلام، المؤمن به قولاً وعملاً؛ فجاء منحهُ أمس - وجلالة الملكة رانيا العبدالله - جائزة الطريق إلى السلام التي تُمنح من قِبل مؤسسة الطريق إلى السلام التابعة لبعثة الفاتيكان في الأمم المتحدة، التي تمثل اعترافاً دولياً بالجهد والدور اللافت لجلالتيهما في السلم العالمي، الذي ترجمه الأردن واقعاً منذ سبعة عقود وأزيد من الزمن (عروبياً) في استضافة اللاجئين الفلسطينين، الذين هُجروا من أراضيهم لقاء الاحتلال الصهيوني. فأقام لهم المخيمات، وقدم لهم الرعاية الممكنة قدر استطاعته ويزيد، وكذلك للأشقاء العراقيين والسوريين، و(عالمياً) من خلال الدور الإنساني لقواتنا المسلحة الباسلة في مناطق الصراع العالمي؛ إذ قدّم الأردن نموذجاً فريداً في التعاطي مع قضايا اللجوء والصراع رغم شُح الإمكانات وضيق ذات اليد انطلاقاً من فلسفة الحكم المستندة إلى الحق والرفق ونصرة المظلوم ومساندة الإنسان لإخيه ودفاعهِ عن حرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، جائزة تدعم مشروع جلالة الملك والملكة في تعزيز السلام العالمي وقيم الإخوة الإنسانية التي أكدّتها في شهر شباط من هذا العام أيضاً جائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام 2022التي تم منحها لجلالتيهما تقديراً واعترافاً بجهودهما في إرساء قيم التسامح والتعايش. جهد ملكي لافت ومؤثر توثقه المنظمات العالمية والدولية التي تُقيّم المساهمات والأدوار الحقيقية للسائرين في درب السلام وتزنها بمعيار التأثير الفعلي فيظفر ملكينا المفدى وملكتنا أم الحسين ليكونا الإنموذج العربي المشرق للخير والسلام.
تحية لصوت الحق الناطق بلسان كل مغلوب ومستضعف، والمدافع عن الأنفس الطامحة للعيش الآمن، المتطلعة للغد الهادىء، تحية لنصير البشرية، تحية الفخر بكم سيدي أبا الحسين وأنتم تجعلون من الأردن قبلة الأمن وواحة الإطمئنان، تحية لكم وأنتم تنيرون دروب الأجيال بمصباح الأمل والإرادة والسماحة، أدامكما الله صوتاً للحق في مملكة الحق والعدل والسلام.