المشهد العراقي المأساوي والغياب العربي المؤسف
سلامه العكور
27-08-2010 03:32 AM
الانفجارات الهائلة التي شهدتها ست محافظات عراقية يوم الاربعاء الماضي والانفجارات العديدة التي شهدتها بغداد ومناطق الوسط و الجنوب في الاسبوع الماضي و التي استهدفت بالدرجة الاولى مراكز الشرطة انما تدل على ان المشهد العراقي يتطور من حالة خطيرة إلى حاله اكثر خطورة ومأساوية ...
هذه الانفجارات اودت بحياة المئات من ابناء العراق وسقط فيها مئات الجرحى والمصابين اصابات خطيرة...
وتتزامن هذه الانفجارات مع انسحابات تدريجية للقوات الاميريكية المقاتلة .. وذلك للايحاء او حتى للتأكيد بان القوات الامنية العراقية اعجز من ان تقوم بمهمتها في ضمان الامن والاستقرار في البلاد .. مما يستدعي بالضرورة اعادة نظر في انسحاب القوات الامريكية من الاراضي العراقية في الوقت الذي حدده الاتفاق مع الحكومة العراقية ...
وليس ثمة شك في ان عجز النخب السياسة والتكتلات التي فازت في الانتخابات النيابية عن تشكيل حكومة مقبولة قد ضاعف من الفلتان الامني وضعضعة ثقة الاجهزة الامنية بالقيادة السياسية ..وهذا بدوره قلل كثيرا من حماستها في حماية الامن ومراقبة ورصد القوى والميليشيات التي تنفذ هذه الانفجارات المدمرة بهذا السهولة ...
ثمة تصريحات لبعض المسؤولين في واشنطن ولبعض القادة العسكريين تفيد بأن لدى الادارة الامريكية استعدادا لاعادة النظر في انسحاب قواتها من العراق اذا ما عجزت الاجهزة الامنية العراقية عن حفظ الامن والاستقرار في البلاد!!
وهذا مخالف لمضمون الاتفاق العراقي – الامريكي الذي يقضي بانسحاب القوات المقاتلة في نهاية الشهر الجاري ..
وثمة تصريحات تقول بان الادارة الامريكية تريد لرئيس الوزراء العراقي الذي سيشكل الحكومة ان يكون قريبا من طهران!!
وهذا كله يشير الى ان للادارة الامريكية ولطهران ايادي في تعطيل تشكيل الحكومة العراقية المقبولة..
وان هذه الانفجارات عبارة عن رسائل موجهة لواشنطن ولطهران وللكتل النيابية العاجزة عن تشكيل الحكومة..
وهنا نتساءل : اذا كان لكل من واشنطن وطهران دور كبير وفاعل في احداث العراق السياسية ولربما الامنية، فلماذا لا يكون هناك دور مهم وفاعل للدول العربية؟!
يجب ان لا يغيب عن ذهن اي عربي مسؤول او غير مسؤول ان العراق بلد عربي وعضو مؤسس في جامعة الدول العربية وشريك في جميع المنظمات العربية الاقتصادية والبرلمانية والحقوقية وغيرها .. فلماذا لا توليه الدول العربية الاهتمام الذي يستحقه والذي تستحقه الشعوب العربية التي تتطلع الى عراق عربي امن ومستقر وله دوره في مواجهة القضايا العربية .