يهزمن سرطان الثدي ويواصلن العطاءد.حسين الخزاعي
27-08-2010 02:34 AM
مواقف وخبرات وتجارب كثيرة يمر فيها الانسان تبقى خالدة في الفكر والوجدان ويفتخر بالحديث عنها ويسعد لتذكرها كونها مفعمة بالخبرة والتجربة والدروس والعبر، ومواقف سرعان ما تزول وتمحى من ذاكرة الانسان ولا يتمنى ان يتذكر شيء منها ، هكذا هي الحياة تجارب وخبرات ومواقف وامتحانات وصاحب حب الحظ السعيد من يتسلح بالايمان والمعنوية والصبر والمتابعة للوصول إلى شاطئ الأمان ، أسوق هذه المقدمة للحديث عن دعوة كريمه تلقيتها بفخر واعتزاز في شهر نيسان الماضي (10/4/2010) من أسرة برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي للمشاركة في لقاء حواري بحضور حشد إعلامي كبير وخبراء متخصصين في الطب والشريعة الإسلامية وعلم الاجتماع مع مجموعة من السيدات المبدعات اللواتي تحدين السرطان وقهرن بتصميمهن وعزيمتهن وإرادتهن القوية الصلبة الشامخة الأعراض الجانبية للمرض وتعالجن وشفين تماما وتجاوزن المعتقدات الاجتماعية الخاطئة للمرض ويتابعن حياتهن بسعادة وسرور مع أفراد أسرهن وأقاربهن ومعارفهن ويمارسن أعمالهن بإبداع وإرادة وعزيمة كبيرة سيدات ناجيات من مرض سرطان الثدي من مختلف محافظات المملكة ومن مختلف الطبقات الاجتماعية وكافة الفئات العمرية يتحدثن بعفوية قصة صداقة مع مرض استطعن ان يواجهنه بإرادة صلبة وعزيمة لا تقهر ، وتحدثن عن مسيرة حياتهم بمعنوية عالية وتفاؤل كبير، بفخر واعتزاز استمعت واستمتعت لوجود ازواج وابناء وبنات هؤلاء الناجيات من المرض ، بجرأة لا تتقدمها جرأة استمت لحديثهن وخبرتهن وتصميمهن لتحدي المرض وقهر المستحيل " كنت المس في عيون كل واحدة منهن وانا اتابع حديثهن المشوق المليء بالبر والحكم والدروس الحياتية ، كنت انتظر كل واحدة منهن لقول " لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس " ، نعم سيدات مبدعات تحدين مرض سرطان الثدي ، بجرأة عالية وثقة واتزان وامل وتفاؤل كبير في المستقبل عرضن قصص نجاحهن والمراحل التي عاشوها في تحد المرض ، ويعظهن مصابات بالمرض منذ أكثر من عشرين عاما ، وغمرتني مشاعر الفرحة والاعتزاز عندما سمعت من يعظهن كيف كان للزوج والأسرة الدور الكبير في رفع معنوياتهن لمواجهة المرض ومتابعة تلقي العلاج، فالحب الحقيقي والمودة الصادقة تظهر في مثل هذه الظروف، ومن الصور النبيلة والمشرقة والتي ذكرتها أحدى الناجيات بان أبنائها عندما شاهدو أن شعر والدتهم تساقط بسبب مفعول العلاج الكيماوي قاموا بحلق رؤوسهم وتضامنوا مع والدتهم، وبالمقابل حزنت لما سمعته من بعض السيدات بان أزواجهم تنكروا لهم، وفور سماعهم عن مرض زوجاتهم بدأو بالبحث عن " عروس جديدة " ،ولا زلت اذكر قول احد السيدات الناجيات من المرض وهي تقول امام هذا الحشد الكبير من المدعوين والذي قوبل بتصفيق كبير وإعجاب شديد " لم يهزمني قرار زوجي المتسرع او المرض وحتى عنف المجتمع فعلى العكس فان الإصابة أعطتني القوة والعزم على العمل والكفاح وحضن أولادي والإنفاق عليهم إلى أن خرجتهم من الجامعات فضلا عن تأسيس مشروع تجاري خاص بي انفق منه على نفسي وأسرتي " ، ما أروع هذا التحدي والتصميم الذي غرس وأثمر ولم يستسلم للمرض ، نعترف بان في المجتمع من يقدر ويحترم العشرة والزواج والمودة والذكرى الجميلة بين الأزواج ، ويجب أن لا ننسى ونحن نغوص في ملذات الحياة ان نتذكر بأن الحفاظ على حلاوتها والتذوق بطيب جمالها يسبقه التسلح بالإيمان بالله والخلق الكريم والمودة والتعاون والإيثار لأننا تعلمنا في مدرسة الإيمان بأنه في الشكر تدوم النعم ، وان نعد نعم المولى لا نحصيها، فالزواج ، والأولاد نعمه ، والنجاح نعمه، والمرض والصبر على الشدائد ومواجهتها وقهرها امتحان ونعمه مطالبين في التسلح بمكارم الأخلاق .والزواج عقد اجتماعي ومدرسة ايمانية وعلاقات نموذجية تشاركية تسعى للسعادة ومواجهة الظروف الطارئة التي قد تتعرض لها الأسرة، ومرض احد أفراد الأسرة يعتبر من أهم الظروف الطارئة التي يجب مواجهتها بتعاون ومحبة وصبر وطمانينه . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة