غياب الاتعاظ واخذ العبرة ونكران الواقع على الرغم من المشاهدات اليومية للحوادث المرورية وما تخلفه من مصائب نفسية وجسدية وفواجع بفقدان الأحبة والاصدقاء او التسبب بعاهات دائمة وخسائر مادية يستوقف كل حكيم. ويلقى بظلال الحزن والاسى على ما وصلنا اليه من ترد وانحطاط في السلوك اليومي أثناء قيادة السيارات باساليب صبيانية وهزلية واستخفاف بعواقب الأحداث وما تجره من ويلات.
انه مؤشر خطير يقتضي من الجهات المعنية الالتفات إليها واعادة دراستها دراسة مستفيضة وتبويبها وتصنيفها ومعرفة أسبابها الحقيقية والبحث عن الحلول الناجعة للحد منها.
المراقب لما يحدث يدرك تماما ان 95% من الحوادث سببها الإنسان بسلوكه المنحرف عن الطريق السوي واستهتاره وتماديه في خرق القوانين وعدم احترام التعليمات.
لا أحد ينكر مساويء الطرق وعدم تعبيدها بالشكل الصحيح وملئها بالمطبات والحفر وكثرة التحويلات المفاجئة وضعف الصيانة وقلة الشواخص والارشادات ولكن الأهم هو السلوك الارعن وعدم المبالاة بما يحث الا بعد وقوع الفأس في الرأس.
ضعف الرقابة على الطرق الخارجيه وعدم متابعة السرعات الزائدة وتغيير المسار بشكل مفاجئ والسير بعكس اتجاه السير وقطع الإشارة الضوئية وهي حمراء والتهور والطيش والإهمال علامات بارزة في قيادتنا للسيارات.
إصلاح الطرق ومعالجة الخلل وإزالة المطبات والحفر وتوفير الشواخص والارشادات أصبحت ضرورة ملحة إلى جانب التشدد في منح الرخص وتغليظ العقوبات بات امرا حتميا وإجراء تعديل على قانون السير في عدم حصر المسؤولية على السائق وحده وتحميل الماشي على قدميه جزءا من المسؤولية ليستقيم الأمر مع واقع الحال ويتحمل كل دوره في حماية الأرواح.