الملك يقود الاردن لدور اقليمي
د. حازم قشوع
10-05-2022 09:56 AM
بدأت المنطقة تعيد ترسيم خطوطها الامنية باعادة ترسيم نظام الضوابط والموازين في جملها الاستراتيجية وذلك بعد ما تم دعم الاردن بالاتفاقية العسكرية الاردنية الامريكية للدفاع المشترك وهي الاتفاقية التي كان وقعها الرئيس جو بايدن في بداية عهده حيث اصبح الاردن بموجبها قادر على حفظ ميزان الحالة الجيوسياسية في المنطقة باطار القيادة المركزية الوسطى مع اسرائيل التي كانت ادخلت لسنتكوم في نهاية عصر دونالد ترامب قادمة من منظومة اوروبا الامنية التابعة للقيادة الامريكية.
ولعل برنامج العمل الذي قام بترسيم ارضيته جلالة الملك مع القيادة الامريكية الوسطى سيحمل الكثير من النتائج على المدى المنظور منها ما يندرج في الاطار الاجرائي لحماية الاماكن المقدسة وآخر ما يتعلق بحماية ابواب الهدنة في غزة عن طريق تأمين انسيابية الميناء البحري وتأمين مداخله وضبط اجوائه لتبقى فضاءات غزة امنة وذات سبل سالكة تقوم بتأمين الاحتياجات الانسانية والمعيشية بسلام وامان.
تلك هي المعطيات التي جعلت من بعض المحللين يتحدثون عن دور امني استراتيجي للاردن يوازي الدور الاسرائيلي في المنطقة بل يتفوق عليه في القضايا السياسية التي بحاجة لشرعية قبول في ميزان التأثير بحواضن المنطقة.
الاردن وهو يتعزز بقوة استراتيجية تم تشكيلها بقيادة الملك الهاشمي بالتعاون مع القيادة المركزية الوسطى سنتكوم يعول
عليه المراقبين بحفظ موازين القوى بعدما تعززت قدرته ووسع من دوره بمساحة ميزان النفوذ في المنطقة وهو ما يجعل الاردن قادر على تعزيز مناخات الامن والاستقرار في المنطقة وتقديم نموذج جديد في التعاطي مع الاحداث من تقديرات متزنة يحفظ للمنطقة دورها وارثها ورسالتها في تقديم نموذج للتعايش والعيش المشترك.
وبهذا يكون الاردن قد اعاد بناء منظومة التوازن والموازين باطارها الامني ومحتواها السياسي ضمن منظومة العمل الامنية التي ستعمل على حفظ التوازنات في المنطقة بما يمكنها من تعزيز مجالات التعاون المشترك في مجتمعاتها وترسيخ ثقافة التعايش بين شعوبها في مركز مهد الحضارات وهو ما سيحول المنطقة كما يتوقع من مناخ الصدام الى اجواء الوئام والتوافق والعمل المشترك كما تقول القراءات التي بدأت تتحدث عن ولادة حالة جديدة حيث بدات تخط الخطوط العريضة لميلاد حالة جديدة يقبل الجميع بشرعية دورها ومكانتها وتعمل كل القوى بالمنطقة على حمايتها ضمن سقوفها المتاحة.
ترسيم الاردن لمحتواه الجيوسياسي هذا يتوقع ان يجعل من القوى المتحركة في المنطقة اكثر انضباطية في ميزان الاحداث ويجعل من اجواء التأثير في المنطقة اقل توتر في ميادين بناء الاحداث بما سيعود بالفائدة على اجواء المنطقة ومناخات السلام فيها من على ارضية عمل يتم تشكيلها تقوم على وقف السياسات الاحادية ذات القطبية الاقليمية الواحدة التي كانت تتبوؤها اسرائيل بعزف منفرد في السابق وهي الجملة الجديدة التي نجح الاردن بالوقوف عليها بالاستفادة من الاتفاقية العسكرية الاردنية الامريكية التي اخذت تنفذ مع البدء بتسيير رحلات منتظمة ثلاث لطيران يونايتد الامريكية بين واشنطن وعمان جاء ذلك بالتزامن مع الزيارة الملكية التي يقوم بها جلالة الملك للولايات المتحدة والتي سيلتقى عبرها بالرئيس الامريكي جو بايدن للمرة الثانية في عامين هو تأكيد على اهمية الاردن واحترام لدور جلالة الملك في الامن الاقليمي والسلم الدولي.
صحيح ان الاردن لا يمتلك وفرة بالمواد الطبيعية ولا الكثرة بالمواد البشرية لكنه يمتلك واسع تأثير لقيادة هاشمية تاريخية استطاعت من استثمار مكانتها لتوسيع نفوذها وتعزيز من دورها وتعظيم مكانة الاردن على الصعيد الجيوسياسي وهذا ما جعل من الاردن العنوان القادم الذي يعول عليه بدور اقليمي قادم.