ما ان تجلس على زاوية المقعد بإحدى مقاهي النيل الا وتدرك بأنك في حالة فوضى حواس، يجتمع في مخيلتك كل المعاني والاضرابات والسعادة، تراقب السياحة وتصنفها تراقب العطاء والاحترام نوعية الاكل طريقة الشعوب بالتعاطي مع كل التفاصيل ، تجد الدمعة والفرحة والعديد من الذكريات تجتمع بثواني لا تدرك الى أين ذهبت بأفكارك أشعلت الذاكرة و بدأت بالتسجيل دون ان تدرك متى وما الصورة النمطية التي جعلتك تسجل الأحداث بتسلسل مختلف عن غيرك فكلن منا له حكاية يربط اوتارها بمجرد ان تأثر بكلمة او بمقطع لأم كلثوم او بكلمة من شخص هادي.
طالما سمعنا ان مصر أم الدنيا ، والنيل اللي يشرب منه "يرجعله"، ما ان تصل القاهرة الا وبداخلك سؤال لماذا ام الدنيا ولا انكر في كل مرة اسأل نفسي لماذا ؟!
ولا أجد إجابة حقيقية بل ادرك انها كالأم تحتضنك ولا تدرك قيمتها الا عندما تطير طائرة العودة وتشعر انك فقدت الكثير من المشاعر وتعود لملمت ما بداخلك من فوضى احببتها وتنكر انك مستمتع بحينها.
في العادة وخلال الحياة يكتم الإنسان فرحه في قلبه، ويظنّ أنه اختفى، فيظهر فجأة في الوقت الخطأ، وللأسباب الخطأ، وللناس الخطأ، إنها رذيلة عدم خوض المعارك في وقتها.
في القاهرة المعركة قائمة أمامك تخوضها بحرية وتجرد رغم انهم من الشعوب المحافظة لكن الانفتاح الفكري هو الانفتاح الحقيقي وليس انفتاح الممارسات الخارجية بتقبل الاخر بمظهر متحفظ او متمرد هذا هو الشعب المصري العريق الذي اعتاد على نمط احترام السائح لمصلحة الوطن الذي طالما فضلها عن روحه .
نحن نحتاج إلى الهدوء !!
إلى الراحة !!
ضجيج القلب لا ينتهي !!
حتى أصبحت أرواحنا رماد !!
نحزم أمتعتنا للرحيل..
للهروب..
ثم تُسرق !! الفوضى ونرغب ان نبقى بداخلها ،،، الم اخبركم من البداية بان مصر فوضى للحواس مختلفة
في عالمنا نطالع مواقع التواصل الاجتماعي في الصباح ينشرون لنا صور الشاي والقهوة وكأننا نحن نشرب البنزين . .وهم ينعمون برغيد العيش تعبيرا عن المزاج الرايق وفي المساء.
اخبار تشعرك بان الحياة اقتربت على الاخرة ويجب ان تدرك الصلاة والتعبد والا فاتك قطار الطاعة حياة متعبة.
يومًا بعد يوم عرفت معنى أن لا يصبح لنا هدف سوى أيام هادئة، نمرها دون أن يموت فينا شيء ، دون ان اعلق على كل تفاصيل صغيرة لا تضيف لحياتي شيء وان العجوز عندما قالت أتمنى لك يوماً خالياً من الأغبياء كانت تجيد لعبة الحياة.