العيد فرحة و"كنافة" و"ثقافة"
طلعت شناعة
09-05-2022 01:58 PM
مَنظر " وسط البلد " خلال أيام العيد " يشرح القلب ".
وفي اول زيارة لي إلى " قاع المدينة " وهو اجمل قاع بعكس ما قد يتخيّل أغلب الناس ، اتّجهتُ إلى " كشك ابو علي " وقرأتُ " الفاتحة " على روح " فقيد الثقافة " حسن ابو علي .. والتقيتُ ابنه علي وابنه محمد.. وكان كلاما مؤثّرا عن الاب، صديق الجميع.وقلتُ لهما وانا احبس دموعي " والله وسط البلد بدون ابو علي ينقصه الكثير".
ومن العجيب والجميل، اذا شئتم، ان الحديث و التقاط الصورة مع ابنيّ " ابو علي " جرى وسط " زحام شديد و غابة بشرية " خشنة " و " ناعمة " تماماً مثل طابور طويل من الصبايا والشباب ممن جاءوا إلى محل " الكنافة " بنوعيها " الخشنة والناعنة " ، المجاور ل " كشك الثقافة "... محتفلين بايام العيد.
وفي سنوات ، مضت ، كنتُ " عاشق مُستجدّ " للعاصمة عمّان ، قادما من مدينة " الرصيفة "، لاحظتُ مصادفة غريبة وهي ان " أغلب المؤسسات الثقافية و " إكشاك بيع الكتب والصحف والمجلاّت " في " عمّان " تقع بجوار المطاعم و محال بيع الحلويات.
كنتُ وقتها أسكن في " الشميساني " وكان الأصدقاء " يحسدونني " و " يستكثرون " على " العبد الفقير " ان يكون من سكّان حيّ راقً وانا الكائن الذي لم يتجاوز راتبه في ذلك الحين " مئة دينار " أواخر الثمانينات.
فقد لاحظتُ ان " مؤسسة عبد الحميد شومان " تقع بجوار " عطا علي " و" وزارة الثقافة " صارت تقع بجوار " جبري " وكشك ابو علي بجوار " حبيبة " وهكذا.
واذا كان هناك شخص يريد الاهتداء إلى عنوان بيت او مكان ، عليك ان تقول له انه يقع بجوار المطعم او المخبَز او محل الحلويات..او المقهى الفلاني.
اي " الهمّ الغذائي " يفوق ويتفوّق " على " الجانب الثقافي والروحي ".
طبعا يقولون " كلام مثقفين طفرانين ".
ماشي يا سيدي..
سلام عليكم....!