لا اقصد بالاغتراب السفر إلى خارج حدود الوطن والعمل في دول أخرى او الاستقرار فيها لأي سبب كان فذاك امر مفهوم ومستساغ ويقع في كل الأوطان طلبا للمعاش او او السياحة او اي سبب اخر.
الاغتراب الحقيقي ان تكون مقيما في وطنك حاضرا بكيانك واقفا بين اقرانك متنقلا في ربوعه اكلا من خيراته متمتعا بجماله واطئا أرضه ومستنكرا لفضله ورافضا الانتماء اليه او الإخلاص له مدعيا انك من أبنائه.
ذاك هو نكران الجميل والتدليس والغش والخداع والكذب والتنصل من المسؤولية في عباءة المنتمي ووجدان الحاضر واستشراف المستقبل.
وذاك هو المكابرة والخيلاء والتكبر والتجبر ولفظ النعمة والتعامي عن الحق ونشدان الباطل والخروج من رحم الوطن ودفئه وفراشه وغطائه.
ليس من المروءة ولا من الكرامة والشهامة لدغ الوطن وأهله واستغلاله بابشع الصور ونهب خيراته وسلوك أشد الطرق ضراوة في نكران فضله وعدم الإخلاص اليه.
اكل المال العام وازدراء المواطنين والتشبث بالمصلحة الشخصية ايا كانت والممارسات غير الأخلاقية وعدم الحفاظ على النظافة وقذف الغافلين وعدم احترام الآخرين واستغلال الوظيفة وخرق القوانين هي من مظاهر التنكر للوطن.
الوطن واسع وخيره كثير وهو ليس حكرا لمدع وناشر للاباطيل وإنما هو مظلة لكل مخلص.