لم أحظ بحضور تهنئة عيد الفطر المبارك في جامعة العقبة للتكنولوجيا، بسبب السفر، وعندما رأيت التهنئة شعرت بالغبطة لأني لست معهم في هذا اليوم.

اقدم التهنئة الى عطوفة رئيس جامعتي، وزملائي وزميلاتي الأعزاء، فأقول كل عام وأنتم أجمل ناس. كل عام وأنتم أرقى الجامعات. كل عام وأنتم الأشجار والزهور التي زرعت في قلب الصحراء وأحيتها، فأشرقت كقلعة صامدة بقوة, تحاكي جبال رم العالية الشامخة التي أعشقها.

‎الأردن بشرقه وغربه وشماله وجنوبه، صمد بوجه كل التحديات والمصاعب وبفيء قوي بأنفاس من صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
‎جامعة العقبة للتكنولوجيا في جنوب الأردن، بخمس كليات متخصصة، والسادسة ستشق النور في الوقت المناسب. يجاورها جامعة طبية قيد التأسيس.

‎تجربتي بها كانت فريدة، قد أكون أخذت وقتا طويلا حتى تم اتخاذ القرار للالتحاق بالجامعة كعميد كلية العلوم الإدارية والمالية، وعضو هيئة تدريس.

‎لقد اعتدنا بعمان، عندما يتم تعين أحد في منطقة بالجنوب أو أي منطقة بعيد عن منزله يشعر بالانزعاج ، أما أنا بكل شفافية فأحب أن أكتشف، وأتكيف بسرعة مع الظروف.

‎بعد أن أخذت القرار وحتى أكون صادقة، كان هناك فترة من التكيف نعرفها وندرسها بمادة السلوك الإداري،
‎حيث يحتاج الشخص وقتا لتكيف مع ظروف المكان الجديد، ولكن بحنكة ودقة الرئيس الذي يقود المركب، عبرت لشاطئ الأمان.

‎تغيير المكان عادة يحتاج فترة للتكيف، فكيف إذا غيرت المنطقة.
‎العقبة لها جمال فريد ومختلف وتحتاج إلى شخص متلائم مع الطبيعة، ومع نفسه أن جاز لي التعبير، مكان يعلمك الكثير، وعلى الساكن هناك أن يجيد تلقي الإشارات والرسائل من حولة ويعرف متى وكيف يرسلها.

‎ورغم أني دكتورة ذاهبة، للتعليم، تعلمت الكثير. وأنا من أنصار التعلم المستمر.

‎جمعتنا مواقف وأحداث سعيدة وأخرى صعبة، بسبب امتداد الجائحة المزعجة التي سميت كورونا.

‎منذ البداية تعاهدنا أن نكون سربا من الطيور تحلق معا، بنغمه واحدة، وخط واحد، نعرف ما نريد. الصبر والمثابرة ديدننا، وجمال الطبيعة يحيط بنا.
‎كل شروق شمس جديد كان بنبض بأحساس مختلف عن اليوم الذي يليه.

‎كنا نواجه المشاكل والتحديات، ثم نعود مثلا لتناول إفطار رمضاني معا مثل أرقى وأجمل عائلة أردنية.
‎هناك قاعدة آمنت بها دائما أن الأماكن جميلة بالأشخاص، الذين في المكان، لا قيمة للأماكن دون الساكنين.
‎
هناك في الجامعة اكتشفت الركن الجميل الذي كنت أجلس به لأرى البحر الذي يأسر قلبي وروحي.
‎حتى بعد أن تم إغلاق المنطقة بسبب البناء والتعمير، تركت بقايا طيف هناك سأعود، إليه بقوة ذات زمان هناك.

‎ذلك كان يذكرني بركن الحديقة في منزل عائلتي الذي كان يجلس به والذي رحمه الله، وما زلت أزور الركن الجميل الذي كان مضاء بوجوده دائما، قد يتساءل القارئ لماذا ذكرت والدك، فأقول لأن الأرواح الجميلة لا تغادرنا مهما ابتعدت، والداي هو معلمي وقدوتي ومدربي وركني الحصين.

‎إذا كنت تحب التأمل والطبيعة، مجبول بالعلم والمعرفة والنقاء والطيبة عليك أن تزور جامعة العقبة للتكنولوجيا حتما سترتبط بالمكان والزمان الذي يجمعك، بأجمل مكان، وأطيب بشرا.

‎مهما واجهت من الظروف والأحداث هناك ستكون مطمئنا، ومستعدا أن تتخلص من مخاوفك وكلك يقين بأن المكان البعيد، سيبقى بداخلك للأبد لان في الجامعة بيئته علم ومختبر معرفة وكليات جديدة تريد النهوض بالبحث العلمي، ومراكز متنوعة وجديدة لا يوجد ما يحاكيها في الشرق الاوسط ، طور التاسيس تطلق المبادرات.

جامعة العقبة للتكنولوجيا فيها ستلتقي بقلوب طيبة جميلة في بيئة آمنه. جامعة العقبة للتكنولوجيا لكم ترفع القبعات.