يعيش الحزب الجمهوري في مرحلة مخاض حزبي عميق بين تيارات متباينة في نهجها وان كانت تتفق حول استراتيجية عملها الامر الذي جعل من مرشحي الحزب المحتملين لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة يدخلون في معركة منافسة محتدمة هذه المرة وذلك لتثبيت وشرعنة وجودهم على المسرح العام قبل الانتخابات النصفية التي ستجرى في الولايات المتحدة قبل نهاية العام الحالي وان كانت تبتعد عن الانتخابات الرئاسية أكثر من عامين وهو مرده لعدم وجود توافق في الحزب الديموقراطي على كرت الترشح الرئاسي في ظل تحدي السن الذي يواجه الرئيس جو بايدن بترشيحه والذي سيكون قد تجاوز الثمانين عاما في الانتخابات القادمة.
الحزب الجمهوري المنقسم بعمقه بين فجاجة الطرح الديموغوجي الذي يعزف على ايقاعه دونالد ترامب وايدولوجية نائبه السابق مايك بنس المرشح الاقرب لنيل بطاقة الترشح وبرغماتية مايك بامبيو حاكم ولاية فلوريدا السابق الذي يعتبر المنافس الاقوى في حال انضمام السفيرة نيكي هيلي لفريقه وهو من يمتلك كرت الخلاص في معركة الكابتول التي قد تطيح بالمستقبل السياسي لدونالد ترامب في حال ادانته من قبل المحكمة الاتحادية.
وإن كانت هذه الترشيحات تبقى في اطار التيار الواحد داخل الحزب لكن في الاتجاه المتمم المقابل لهذا التوجه فيقوم جون بولتون المستشار السابق في البيت الابيض وصاحب النظريات الاستراتيجية بحملة داعمة للنائب ليز شيني وهو من يتملك تيارا فكريا رديكاليا داعم وقد يشكل حالة ترجيح كفة اذا ما تم دعمه من تيار حزب الشاى الاصولي.
وفي وسط هذه التجاذبات السياسية والاجواء الحزبية المشدودة وقف الجميع لحظة صمت عميقة عند تصريحات مت رومني التي فهمت داعمها للرئيس دونالد ترامب عندما قال إن ترامب سيحظى بالبطاقة الرئاسية في حال ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة واضاف رومني كونه يمتلك شعبية استثنائية تؤهله للفوز بالمقعد الرئاسي في البيت الابيض والمعروف عن مت رومني قربه من عمق بيت القرار وهو الذي كان قد وقف على الحياد السلبي في الانتخابات الرئاسية الماضية كما وقف ضد توجهات دونالد ترامب عندما اقدم مناصيره على مهاجمة الكابتول الامر الذي جعل من موقفه وتصريحاته محط اهتمام وعناية من قبل المحللين الذين ما زالوا ينتظرون موقف جورج بوش الابن الذي يمتلك كرسي النطق بالقرار وهو مازال ينتظر قرار الاعراف الامريكية التي تجيز الترشح لدونالد ترامب من عدمه.
صحيح ان القانون الامريكي لا يمانع بترشح دونالد ترامب لكن العرف قد يحول فلم تسجل الاعراف السياسية ان الرئيس الذي تلفظه يمكن العودة لقبوله والاعراف في العمل السياسي غالبا ما تعتبر صاحبة الحظوة الاقوى من القانون لاسيما وأن الحديث الذي يدور في اروقة بيت القرار يقف على مفردة تعتبر قاعدة موجبة مفادها يقول ان ما تم لفظه من الصعوبة اعادته.
الا اذا كان هنالك مبررات تشفع باعادة النظر بالموضوع قيد البحث وهو ما يأمله دونالد ترامب ليكون من اصحاب الرأى المأثرين مثل بوش ورومني بما يمكنه من العودة مرة اخرى للبيت الابيض فان حدث هذا وهو امر ممكن الى حد ما فان هذه المسألة ستكون سابقة في منظومة الضوابط والموازين باعراف الترشح للانتخابات الرئاسية.
اذا العالم على موعد مع انتخابات نصفية في الولايات المتحدة قد تحمل متغيرات لصالح الحزب الجهوري او انها تأكد على سيادة الحزب الديموقراطي وان كانت هذه الانتخابات ليست رئاسية لكنها ستحمل عناوين الترشح للانتخابات الرئاسية لانتخابات 2024 فهل سيعاد ترشيح دونالد ترامب من جديد ام ان المحكمة الاتحادية سيكون لها رأى آخر بهذا الخصوص؟! وهل سيعاد تكوين نظام ضوابط وموازبن في اعراف الترشح لللرئاسة الامريكية ام ان الاعراف سترفض الاستجابة لذلك وتعيد خلط الاوراق من جديد!!!! هذا ما ستجيب عنه امريكا قبل نهاية هذا العام.
وهو العام الذي سيحمل بالتأكيد مفاجآت كثيرة يتوقع ان يقوم عبرها الرئيس جو بايدن بتجفيف الروافد الداعمة لتوجهات دونالد ترامب وتقليم عناوين وصوله لسدة الرئاسة وهو يمتلك قوة تأهله لذلك وهذا ما ظهر في اوكرانيا وقد يشمل هذا التوجه اخرين في اسرائيل كما في الشرق الاوسط وهو ما تقول بعض القراءات من اروقة الحزب الجمهوري.