وفق برنامج عمل عميق وخطة تنفيذية مدروسة تهدف للاجابة عن الاسئلة المطروحة للقضايا العالقة في المنطقة والرئيسية منها استهل جلالة الملك عبدالله الثاني جولته في الولايات المتحدة بلقاء مع مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الوسطى وهي الجهة المسؤولة عن منطقة الشرق الاوسط وقضاياها بعدما تم تحويل ملفات المنطقة من واشنطن حيث الشق السياسي التي كانت تقوده الخارجية الامريكية بدلوماسيتها إلى الاطار الأمني الذي تقوده سنتكوم من مدينة تامبا في فلوريدا كما التقى جلالة الملك في ذات السياق قائد العمليات الخاصة وهي الجهة المسؤولة عن التحركات العسكرية التنفيذية الخاصة والتي يقودها ريتشارد كلارك وبهذه اللقاءات غير المعتادة من سياسيين عسكريين في الولايات المتحدة يكون جلالة الملك قد تواصل مع مركزين من اصل المراكز الخمسة الاكثر تأثيرا في بيت القرار الامني البنتاغون في الولايات المتحدة.
الملك الذي يحمل مبادرة الامان والسلم والحياد للمقدسات المقدسية كما يحمل هموم المنطقة وتطلعات ابنائها بالعيش الآمن وبتحقيق السلام الدائم وهو ما يرنو لتوحيد المرجعية المقدسية بما يضمن تنظيم الشعائر الدينية في القدس الشريف وكما يضمن لجميع الاديان من تأدية الشعائر الدينية بطريقة آمنة دون تعسف اجرائي وقرارات احادية تهدد السلم الدولي وسياسات استفزازية تأجج المنطقة وتشعل مناخات الصراع فيها.
وهو ما دأبت الحكومة الاسرائيلية على القيام به بتعاطيها مع المشهد في القدس كونها ما زالت تقدم خبر التجاذبات الحزبية وواقع التركيبة الحكومية واهواء الناخبين على مبتدأ الامن الإقليمي والسلام الدولي الذي تجسده القدس بعناوينها الجامعة للحضارة الانسانية والمؤثرة على أمن المنطقة بقضاياها المركزية الامر الذي جعل من المشهد العام لا يترسم بطريقة موضوعية تخدم الاغراض الكامنة بتشكيل الاطار الاقليمي الناظم الذي يشارك فيه الجميع بتقديم الظرف الموضوعي على العام الذاتي وهو ما يجب ان تقوم به كل الدول دون استثناء حتى يخدم الجميع اغراض صياغة الاطار الاقليمي الناظم الذي تقوده القيادة المركزية الوسطى.
فكلما تنامى الصدام الحضاري بين الشعوب تحولت القدس من مدينة سلام الى عاصمة تضاد وكلما اخذ الصراع العالمي بالاشتداد تحولت احياء القدس الاربعة الى فسيفساء مذهبية دينية منقسمة ومقسمة يصعب لملمة اجزائها نتيجة حرب الاقطاب وتؤذن بانزلاق المنطقة لحافة الهاوية لاشتداد التجاذب بين اطراف الاستمالة ووجهات الاستقطاب من قوى اقليمية توسعية طامحة بالسيطرة على المنطقة ومقدراتها.
فما يحدث من معترك في أوكرانيا يمكن مشاهدة نتائجه في القدس ومعرفة قوامه من طبيعة التجاذبات الاقليمية التي ما فتئت تغرق المنطقة ومجتمعاتها بتداعيات لم تصنها لكن اسقاطاتها تخيم على اجوائها كونها منطقة مهد الحضارات وبدلا ان تبحث قيادات المنطقة عن ارضية عمل للوفاق تحفظ للمنطقة امنها واستقرارها كما تحفظ للانسانية مهدها ينبري البعض منهم بالبحث عن معادلة تمكنهم من الاستحكام بالسلطة وبتوسيع النفوذ وهي تصرفات خارج النص المرسوم وتحوي انعكاسات سلبية على المناخ العام.
فالفصائل الاسرائيلية واليهودية السامرية والصهيونية والمذاهب المسيحية الرئيسة الثلاثة الارثوذكسية والكاثوليكية والبروتستنة كما المسلمين بكل مذاهبهم مطالبين اكثر من اي وقت مضى بتشكيل اطار جامع وعنوان ناظم ينظم ممارسة الشعائر الدينية في القدس للخروج بتوافقات جامعة تحفظ لكل الديانات السماوية سبل ممارست شعائرهم بسلام آمن ووئام عامل على ترسيخ درجة التعايش بين الاديان السماوية وهو العامل الذي سيحفظ للمنطقة مناخات السلم فيها كما سيؤدى لاحقاق عناوين داعمة للسلام ورسالة لتمتد لارجاء المعمورة فللقدس رسالة والمحافظة عليها واجب.
ان الوصاية الهاشمية وهي تشكل قاسم مشترك لجميع الاديان وعنوان توافق للحضارة الانسانية وتحظى بعنوان جامع يتفق عليه الجميع فانه باتت حري بالجميع من احترام مرجعية هذه الوصاية وقوننة حضورها في القدس وبسط سلطتها بما يجعلها قادرة على ارساء مناخات السلام للمصلين وتحقيق نظم تنظم اداء الشعائر الدينية وتصون اماكنها وهو ما يجب الاستجابة اليه من الادارة الامريكية وقياداتها المركزية كونه سيشكل بداية انفراج لعناوين حالة التضاد الحضاري التي ما فتئت تهدد السلام بالمنطقة كما الامن الاقليمي والدولي، وهو ما يمكن ان يكون عنوان مؤتمر طولي يعقد بعمان يشارك به الجميع من القدس ووصايتها الجامعة.