الحكمة الملكية والتوافق الشعبي
د. عبدالله حسين العزام
06-05-2022 09:13 AM
دائماً ما يوصف الملك عبد الله الثاني إبن الحسين المعظم في المحافل العربية و الإقليمية والعالمية بأنه مًلهم و مؤثر ويتميز بالحكمة والبصيرة الثاقبة، ورجل دولة عالمي، وقائد كبير ذو رؤية نافذة، وقائد ديناميكي ذو خبرة، الملك عبد الله الثاني الذي حظي بالتربية الرشيدة، والتقوى، والنشأة الصالحة في كنف والده جلالة الملك المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه، بين البدلة العسكرية ومسؤولية السياسة، يستشعرها الأردنيين على المستوى المحلي والدولي.
فالأردن السياسي وبيت الحكمة الهاشمي، بقيادة الملك ، أخرج الأردن من العديد من الأزمات والمحن والعواصف وأوصله إلى بّر الأمان بالرغم من الصدمات الاقتصادية المتواصلة التي عاشتها المملكة، جراء الأزمات الصحية و السياسية والعسكرية الدولية، وبين الفينة والأخرى، يتصدى بحرفية وبعمق وبفكر استراتيجي في مواجهة حرب الشائعات، والمعلومات المضللة، والنقاشات الرائجة من أصحاب الأجندات، التي تنخر بالأردن ولا تتوقف عبر الانترنت، والتي تتسابق لزعزعة الاستقرار، وإضعاف الدولة بشتى السبل والوسائل، ومن ناحية أخرى استطاع الملك أن يكون المؤثر العربي الوحيد في حل أزمة المسجد الأقصى مؤخراً و صياغة القرار الاستراتيجي على مستوى الدول العظمى.
كما تبدو جلياً حكمة الملك على مستوى الاختيار وآليات التنفيذ، و التي تركت أثراً ملموساً على امتداد جغرافيا الأردن، لعل أبرزها على مستوى الاختيار شخصية رئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي، وعلى مستوى آليات التنفيذ، استراتيجيات تنفيذ المبادرات الملكية والمشاريع التنموية والخدماتية، في مختلف القطاعات، الصحة، ورعاية المقدسات الإسلامية، والمشاريع الإنتاجية، والتعليم، والشباب، والتنمية الاجتماعية، فالتوافق الشعبي حول حكمة الملك، واستراتيجيات تنفيذ المبادرات الملكية بعدالة ومساواة في كافة محافظات المملكة ومناطقها، لها مكانتها وحماستها في قلوب الناس، بعدما أسهمت في تمكين المواطنين وتذليل العقبات التي تواجههم علاوة على الحد من معدلات البطالة والفقر، التي تعتبر أزمة مستعصية تبحث عن حل، لتأتي المبادرات الملكية لتخفف من تزايدها بإيجاد حلول عبر مشاريع صغيرة ومتوسطة لفئة الشباب، والأسر المحتاجة، في مجالات الصناعات الحرفية والرقمية، والنشاطات الزراعية والسياحية وغيرها.
أخيراً مهما كتبنا عن البيت الهاشمي وحكمة الملك لن نوليهم حقهم، وأستذكر قول حسان بن ثابت، شاعر رسول الله صل الله عليه وسلم، حينما امتدح آل هاشم..
فما زال في الإســلام من آل هاشـم دعـائم عز لا ترام ومفخـر
هم جبل الإســلام ،والناس حوله رضام إلى طود يروق ويقهر
بهم تكشف اللأواه في كل مأزق عماس إذ ما ضاق بالقوم مصدر
هم أولياء الله انزل حكمة عليهم وفيهم ذا الكتاب المطّهر