الرأي قول في مجال محدد يوضح مسألة ويحللها ويصفها بالصحة او الخطأ ويوضح ابعادها ويعلل رأيه بما وصفه واستقر عليه والرأي الاخر اما ان يكون موافقا كليا او مخالفا كليا او جزئيا.
وفي كلتا الحالتين ينبغي أن تسود لغة الحوار التي تعني إطلاق الرأي موافقا او مناقضا او منتصفا في ظل جو من الاحترام المتبادل بين المحاورين ودون رفع الصوت بطريقة تخدش المشاعر او تؤنب الطرف الآخر او تقدح في شرف المحاور او مشاعره ودون تبادل الشتائم والتراشق بالألفاظ القبيحة او تحقير الشخص والانتقاص من قدرته وعلمه وخبرته.
كل طرف محاور يعتقد انه على صواب وان غيره مخطئ ويعتقد انه يمتلك المعلومة وتحليلها وفهم ابعادها وإطلاق الحكم المطلق في نهاية المطاف منتصرا على نظيره.
سواد الحال يقع عندما يظن أحدهم انه يمتلك الحقيقة كاملة غير منقوصة وانه يتكلم حقا وان رأيه سديد لا يقبل نقضه او تفنيده او الوقوف ضده. وهنا يكون العقل مغلقا والاعتقاد باطلا والتعصب أعمى. لا أحدا وحده لا يمتلك الحقيقة الكاملة وليس متيقنا من صحة الرأى بشكل مطلق لا يقبل التفسير او المناقشة او التعليل.
كثير من الندوات التي تعقد على الفضائيات يفتقر المحاورون فيها إلى لغة الحوار وقواعدها واصولها ويملأها الشتم والسب والتحقير والمقاطعة بطريقة يفقد المشاهد القدرة على المتابعة والفهم والتحليل بحيث يصبح الحوار شجارا شخصيا بعيدا عن الموضوعية ويفقد معناه ومبتغاه.