منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، وفي أعقاب هبة نيسان ما زالت الحياة الحزبية الأردنية تراوح مكانها، فلم تستطيع التيارات السياسة المختلفة الخروج من المرحلة السابقة والدخول في مرحلة جديدة قوامها العمل الحزبي البرامجي الوطني، بالرغم من التحولات العالمية وتلاشي العمل الحزبي الايدلوجي لصالح العمل البرامجي (علماً بوجوب جذر فلسفي لأي عمل برامجي).
هذا حالنا في الأردن، وهذا ما نعاني منه حتى هذهِ اللحظة، وباعتقادي؛ التشخيص المذكور أعلاه لهذه الحالة يتفق عليه الجميع، اما أسبابها فأرى أنها:
أولاً: القوى السياسة الموجودة على الأرض داخل المجتمع الأردني التي لم تستطع تنظيم نفسها؛ بإستثناء التيارات الإسلامية، وبالتالي عدم صياغة برنامج واضح يساعد في جذب الجماهير، بحيث يكون هذا البرنامج مُفصّلاً ومربوطا بجدول زمني قابل للتنفيذ في جميع القطاعات، ولا يستثنى من ذلك التيارات الإسلامية، فهي ايضا لم تقدم اي برنامج قابل للتنفيذ على مستوى الدولة الأردنية في القطاعات المختلفة.
ثانياً: هناك مؤسسات في الدولة الأردنية عملت منهجياً على إعاقة العمل السياسي، او إحداث تنمية سياسية حقيقية، بحجة ان المجتمع الأردني غير جاهز للعمل الحزبي والتناوب على إدارة السلطة التنفيذية، واعتماد العشيرة كمؤسسة سياسة بديلة عن الحزب.
ناهيك عن صناعة قيادات هشة في الإدارات المحلية غير ممثلة بشكل حقيقي للمجتمعات، وتهميش دور الشباب الواعي.
يتبع..