استذكار النصر على النازية أم التوسع في الحرب ضدهم
هاشم الحديد
03-05-2022 04:08 PM
بعد دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا شهرها الثالث، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوكالة الأنباء الصينية مؤخراً، أن رفع العقوبات المفروضة على روسيا تشكل جزءا من مفاوضات السلام بين أوكرانيا وبلاده، وهي صعبة ومستمرة بشكل يومي. فهل من الممكن أن نشهد صيغة لاتفاق سلام يتوافق الجميع عليه، ويكون رفع العقوبات جزء أساسي فيه قبيل الاحتفال بعيد النصر يوم 9 مايو القادم؟
بالنظر للموقف الأوكراني والغربي فإن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، ومنذ بدء الأزمة في 24 فبراير الماضي كان دائما ما يشدد على الضرورة الملحة والحاجة لتشديد العقوبات الغربية على روسيا، وهذه العقوبات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون جزءاً من المفاوضات، أضف الى ذلك أن كييف دائماً ما تحذر من أن خطر انهيار هذه المحادثات هو وارد بشكل كبير .
إن ما يجري الان وازدياد الحديث عن إمكانية عدم الوصول لأي صيغة اتفاق من خلال المحادثات، هو محاولة كبيرة للمماطلة من قبل الأوكرانيين، وبرأيي فإن السبب الرئيسي في ذلك يعود للتخوف من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يوم احتفال النصر 9 مايو، "وهو اليوم الذي تحتفل فيه روسيا بالنصر على النازية في العام 1945" أي نتائج ملموسة على الأرض حول العملية في أوكرانيا، لذلك فإننا بدأنا نشاهد الماكينات الإعلامية الغربية قد بدأت فعلا بالحديث والترويج على أن روسيا ستعمل على "بالتظاهر بالنصر" على أوكرانيا في هذا اليوم وهو لن يكون الموعد النهائي لكسب هذه المعركة.
ولكن بالمقابل، فإن عدد من المحللين تحدثوا على أن يوم 9 مايو سيكون مغايراً لما يتوقعه الغرب، و سيتم الإعلان فيه عن توسع في العملية العسكرية ضد النازيين الجدد، وقد يصبح هذا اليوم من إعلان انتصار، الى إعلان لبدء التوسع الحرب لتكون شاملة ربما على العمق الأوكراني.
يبدو أن أبرز الانقسامات اليوم تدور حول أهداف هذه الحرب والتنازلات المقدمة فيها. و يمكن أن نرى في الوقت الحالي، أن الغرب يتحد وراء الدفاع عن أوكرانيا ويقدم الدعم الاقتصادي والعسكري لمساعدة البلاد على المقاومة. ونراهم متحدون إلى حد كبير في دعم أوكرانيا عسكرياً، وهنا من الممكن الاختلاف بطبيعة التفاصيل والدعم المقدم، ولكن يبقى سؤال آخر من الممكن أن لا نرى أي إجابة عليه في المدى القريب... لو دفع الأوروبيون أوكرانيا إلى التفاوض اليوم بشروط روسيا، فهل يمكنهم ضمان عدم افتعال موسكو أزمة مستقبلية شبيهة في شرق أوروبا، طالما أن الغرب مستعد للتنازل بهذه السرعة الكبيرة؟