يغيب عنا التخطيط ونغيب عنه في منأى بعيد لا يوصلنا اليه ولا نعرفه الا كلفظ فقد معناه ولفظ أنفاسه وسلم روحه وبات في سبات عميق يبحث عمن يوقظه ويدب فيه الحياة ويعوضه عن حزنه واشتياقه اللهوف إلى الظهور إلى حيز الوجود لينعم بأثره وفعله وانتاجه.
نتحدث عن التخطيط ولا يجاوز لفظه حناجرنا حتى يبلغ الحلم مرامي العقول وثغور الصدور وحمائم القلوب الحزينة على الواقع المر وما آل اليه الحال وسوء المنال.
كل حركة وكل لفظ وكل عمل بحاجة إلى تخطيط يستمد منه صدقه وقوته وأثر فعله ومغزاه فلا ثمار ولا إنتاج ولا متعة تحقق اذا غاب التخطيط وغيب معناه وتناثرت اركانه في طيات النسيان وهبات الريح الغابرة.
أين نقف من هذا المفهوم البريء الذي ينبغي أن يرسخ في النفوس ويستقر في القلوب ويناشد العقول وينخر الصدور.
ان شئت فالتخطيط يكون في السهل والصعب وهو فردي وجماعي محشود وموجود عند من يعرف قيمته ويتحلى بأثاره ومعانيه ومغازيه.
لا حياة بدون تخطيط فأن أردت قولا ففكر أولا وقل ما يمليه الضمير وان أردت عملا فاحسب خطواتك وان أردت إنجازا صحيحا فادرس ما تفعل وما لا تفعل.
كل ما نراه من فوضى في سلوكياتنا على الصعيد الفردي والجماعي وما نراه في اقتصادنا ومواقفنا وما نجنيه من علامات سلبية لغياب التخطيط من أمام نواظرنا.
لا يستقيم العمل العشوائي مع العمل المنظم وفي هذا درس لمن أراد أن يتعلم وعبرة لمن أراد أن يعتبر فهل نكون من المعتبرين.