القلم هو بيان الكتابة والمكتوب بين جملة الوصف والتنزيل واداة القياس والاظهار لعنوان التحديد والتصوير كما هو وسيلة لتنظيم العلاقات ونهج لاعادة بناء التصورات اذا ما تم استخدامه كوسيلة للتقليم والقلم كما يشكل اداة للتواصل يحمل ايضا معنا للوصل من منطوق نطق الكلمات المكتوبة في كتب او معلومة بلواح من دسر.

وهو ذات القلم الذي يستخدم عند تحويل السورة القرآنية إلى صورة بيانية بعد قراءة آياتها وتحويلها من منزلة التنزيل الى مكانة الانزال من هنا كان القلم بداية المعنى وأصل الاظهار في ديوان بيت القرار وهذا ما مكن القلم من بيان علامات اعادة تدوير زوايا العلاقات بما يجعلها منسجمة مع الحواض المتفيرة.

وعلى الرغم من عمق مكانة القلم بالحضارة العربية ورمزيته التي جاءت ضمن مفردات عربية قويمة وحواضن قيمية اصيلة وروافد ثقافية راسخة بشرت البشرية بميلاد الانسة عبر القلم الا ان الجامعات العربية لم تحسن الوصول بالمحتوى العلمي الى منزلة (الانتاج المعرفي).

وهي المنزلة التي ستسمح للمجتمعات العربية بتشكيل حالة معرفية صحية يمكن البناء عليها في قيادة الصناعة المعرفية اسوة في المجتمعات التي كانت قد نقلت العلوم الغربية ونجحت في بناء حالة تراكمية ابداعية قامت عليها انظمتها الاقتصادية التكنولوجية والصناعية مثل كوريا واليابان والصين عندما نقلت هذه المجتمعات علومها المعرفية من البلدان الغربية قامت بتوطينها والبناء عليها فكانت ان حققت نجاحاتها نبع اساسها من الانتاج المعرفي.

ولان تواتر الوصل الحضاري نابع من الثقافة العربية التي وصلت لاوجها في الاندلس بزخم من الانتاج المعرفي لما كانت تحتويه من علوم معرفية ساعدت لنقل اوروبا في عصر الظلام الى حالة تنوير ثقافية قادتها فرنسا وصناعية قادتها بريطانيا وسيادية سادتها الولايات المتحدة فان العمل على استدراك ذلك امر ممكن في ظل نقطة التحول التاريخية التي تعيشها البشرية وهو ما تحدث عنه الرئيس الفرنسي ماكرون في تقييمه للحالة الدولية السائدة.

فلقد آن الأوان للمجتمعات العربية ان تستخدم القلم ببناء الرؤية وتحديد الرسالة وتعيد انتاج ذاتية حضورها في المشهد الدولي
عبر تقليم نهجها ومناهجها والشروع بتثقيف علاقات انظمتها الذاتية والموضوعية واعادة رسم مساراتها السياسية بما يجعلها قادرة لاعادة انتاج قوامها ومن اعادة ترسيم وسائلها لتكون منسجمة مع نموذج الانتاج المعرفي ومقتضيات العصرية وذلك باستخدام القلم.

فان قلم التحديد وحده كفيل باعادة رسم المشهد ليكون تجاه الانتاج المعرفي فان الآمان في العصر المتغير لن يتحقق الا اذا ما امتلك المجتمع وسيلة قادرة على حمايته وهي الوسيلة التي لا يمكن الحصول عليها إلا من الانتاج المعرفي الامر الذي يتطلب اصلاح النهج المعرفي وتنظيم محتواه الثقافي والبدء بتطبيق مناهج علمية تبتعد عن الترادف مناهج تعتمد مقاييس الممنوع قبل الحديث عن المسموح، وتطوير شبكة العقل الاتصالي لتكون منصبة تجاه الاهداف بدون الوقوف عند المنطلقات بارثها الجدلي فان القلم قادر على تقليم المناهج وتوضيح التصورات وبيان العبارات والسؤال الذي سيبقى برسم الاجابة اما آن الاوان استخدام القلم.