الدولار إلى أين؟ هل نحن على مشارف نظام عالمي جديد
أ.د عبد الرزاق الدليمي
30-04-2022 12:13 AM
(الحلقة الثانية)
تراجعت العملة الأمريكية مؤخراً مع زيادة التوترات في أوكرانيا، انخفضت التوقعات الخاصة برفع سعر الفائدة بمقدار50 نقطة أساس إلى 7.5% من حوالي 34% في الفترة السابقة، وفقاً لأداة Fed Watch من CME.
وأقرّ صُنّاع السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بأن خطط التشديد للبنك المركزي تتنافس الآن مع احتمالية توسّع الحرب وتأثيرها على أسعار النفط، في العملات المشفّرة، انخفض سعر البيتكوين في آخر مرة بنسبة 1.22% إلى37067.89 دولاراً، وبهذا الصدد قال كين بولكاري، الشريك الإداري في Kace Capital Advisors في بوكا راتون: «في النهاية، إذا كنت تريد التحدث عن التجارة الآمنة، فبقدر ما يحب الجميع أن يقولوا إن البيتكوين رائع، فالدفع يأتيللحشد، والناس يريدون الذهب»، ورغم ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.869 % وكان في طريقه لتحقيق أكبر مكاسب يومية بالنسبة المئوية منذ مارس 2020، عندما كانت الأسواق الأمريكية في خضم الموجة الأولى من جائحة COVID-19. وصلا لدولار إلى أعلى مستوى عند 97.740 مقابل سلة من العملات الرئيسية، وهو أعلى مستوى له منذ 30 يونيو 2020، إلا أن الصورة قد تكون ضبابية في حالة تنفيذ السعودية لخطواتها المقترحة لبيع النفط إلى الصين بعملة ليوان، علماً أن الدولار ضعف منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عقوبات جديدة ضد روسيا، بما في ذلك البنوك، وهنا نلاحظ ما قاله إريك بريغار، مدير إدارة مخاطر العملات الأجنبية والمعادن الثمينة في شركة Silver Gold Bull Inc في تورنتو: «لدينا تطور جيوسياسي كبير لم يشهده الكثير من الناس من قبل في حياتهم؛ إنها خطوة كلاسيكية للتخلص من المخاطر»، أما كين بولكاري، الشريك الإداري في Kace Capital Advisors في بوكا راتون، قال في النهاية، إذا كنت تريد التحدث عن التجارة الآمنة، فبقدر ما يحب الجميع أن يقولوا إن البيتكوين رائع، فالدفع يأتي للحشد، والناس يريدون الذهب».
وحول عودة الذهب للنظام النقدي العالمي فقد توقّع الخبير الاقتصادي، بيتر شيف، أن يستأنف الذهب دوره من جديد في النظام النقدي العالمي، وذلك في ظل الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم، وتوقع الخبير بيتر شيف زيادة في ارتفاعأ سعار المعادن النفيسة في المرحلة الحالية والقادمة، وقال إنه بينما يتعامل العالم مع مخلفات أزمة كورونا تشهد أسعار الذهب والفضة ارتفاعاً، وأن هناك تحركات كبيرة قادمة في أسواق الذهب والفضة. أما الخبير الاقتصادي، فأشار بافيلسيغال، إلى أن إمكان إعادة ربط العملات الورقية بمعيار الذهب تجري مناقشتها أكثر فأكثر في العالم، لافتاً إلى وجود جوانب إيجابية وسلبية لهذه الخطوة، وقال سيغال، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبورا روسيا»، في حديث لوكالة نوفوستي» إن «ارتفاع حجم العملات غير المدعومة في العالم خلال السنوات الماضية دفع خبراء الاقتصاد التقليديين للبدء في التفكير في رجوع العالم إلى معيار الذهب». وحول التوقعات الروسية فقد أشار الخبير الاقتصادي المخضرم سيغال إلى أن أسعار الذهب لا تظهر تقلبات كبيرة مثل ما يجري لمعظم العملات في العالم وأسواق الأسهم، كما أن المعدن النفيس يساعد في مكافحة التضخم، لكنه لاحظ أن اعتماد معيار الذهب يفتح الطريق أمام تخفيضات سريعة في قيمة العملات وإعادة تقييمها، (لاسيما الدولار) الأمر الذي دفع العالم في وقت من الأوقات للتخلي عن التفكير في هذه الخطوة، ونصح الخبير الاقتصادي الجميع بالابتعاد عن الدولار قبل فوات الأوان، وقال إن «المعدن الأصفر سيستأنف دوره المهم في النظام النقدي العالمي، حيث سيعود العالم إلى معيار الذهب»، ويعد الذهب ملاذاً آمناً في الأوقات العصبية والتقلبات، علماً أن اندلاع أزمة كورونا تسببت بارتفاع أسعار المعدن النفيس بشكل ملحوظ، واليوم يتم تداولا لمعدن الأصفر عند مستويات أعلى مقابل الدولار الذي أصبح مهدداً في إطار التوقعات التي قد تشهد انبثاق نظام عالمي جديد متعدّد الروؤس وستنتهي المرحلة التي كانت الولايات المتحدة تنفرد فيه بقيادة العالم.
(الدستور)