قبل الافطار بنصف ساعة، تتحول السيارات في الشوارع إلى صواريخ متحركة، أنا لا أعرف ماذا يصيب الناس بالتحديد في هذه الفترة؟.
أغلبهم تشاهدهم في السيارات بصحبة عائلاتهم.. رب العائلة في الغالب متجهم، وارتخاء هائل من الأم يصاحبه خمول مبرر وتكتشف أن أطراف الدشداشة نفذت من الباب الأمامي اليمين.. ولكن يبدو فإن المدام لا تكترث، وبالطبع جميع أفراد العائلة في الكرسي الخلفي ومنظرهم يوحي لك بأنك قمت (بتسفيط)... مجموعة من الشوالات (أبو خط أحمر) دون التفات إلى الترتيب.
أيضاً تلاحظ أن (رب العائلة) ولحظة وقوفه على الاشارة يكثر من (الحكحكة)... وفي الغالب تكون المناطق المستهدفة في مؤخرة الرأس والكوع وأحياناً أسفل الشوارب بقليل.
وأثناء الوقوف على الاشارة تسمع توصيات من الأب لأفراد العائلة.. وبالتحديد (حسونة)... لأهمية الانضباط وعدم الاسراف في الأكل.. كونهم ذاهبين إلى دعوة مهمة.
انكمش إلى يمين الشارع قبل الافطار وألمح «صواريخاً» تعبر من جانبي أنا أمشي بهدوء وضمن السرعة المقررة... وهذا يسبب لي أحياناً نظرات تهديد من سائق تكسي وفي بعض الأحيان شتائم عابرة من (خضرجي)... ولكني مؤمن أن الجميع لديهم موعد على المائدة ولا يوجد فيهم أحد على استعداد لخوض مشاجرة.
قبل أيام وقبل الافطار بوقت قصير وعلى شارع الأردن.... وقع حادث مأساوي.. وكانت النتيجة (4) ضحايا وقد شاهدت بأم عيني كيف عجزنا جميعاً عن انتشال أي جثة..
بحكم انها جميعاً اختلطت بالحديد... بقينا نتأمل هذا المنظر إلى أن جاء الدفاع المدني.. وكان الأمر محسوم تماماً... فجميع من بالسيارة غادروا الحياة.
لا أعرف ما الذي يدفع الأردني، كيف يصبح انتحارياً أثناء قيادته السيارة وبالتحديد قبل الفطور بوقت قصير.
العقوبات الصارمة وجربت، المخالفات أيضاً جرّبت، الإعلام وتم استعماله بكثافة... ماذا نفعل لحقن دم الناس بقي شيء واحد، علينا فعله... وهو إطلاق النار على العجلات كي نحمي الناس ونحمي المواطن نفسه من جنون القيادة.
hadimajali@holtmail.com
الراي