المال بين الادخار والاستثمار
د. ماجد محمد خليفة
29-04-2022 08:49 PM
في اخر نشرة صدرت عن البنك المركزي اشارت الى ان مدخرات المواطنين في البنوك الاردنية ثمانية وثلاثين مليار دينار اردني وهو مبلغ كبير وضخم مودع لدى البنوك لآجال قصيرة او طويلة الأمد.
وهو الجانب الضعيف من الناحية الاستثمارية ، ولن اخوض هنا في الجدوى ومدى مقدار الفوائد والعوائد التي تعود على اصحاب هذه الاموال المودعة لدى البنوك ولا بالكيفية التي يتم بها استثمارها.
ولكنها اذا وظفت في مجال الاستثمارات المتحركة والايجابية ( الشركات المساهمة العامة ) فسوف تعود عليهم بارباح اضعاف اضعاف ما يمكن ان يحققوه من خلال هذا الإيداع بالاضافة الى ما يمكن ان يكون له اثاره في تنشيط الحركة الاقتصادية.
هذه المقدمة اسوقها لكي يدرك المواطنون ان هذا الجانب من الاستثمار لن يعود عليهم بالفائدة ولا يحقق لهم امالهم ولكني اعتقد بانه ان الاوان لكي يدرك المواطنون ان امالهم بالتقدم لا تتم الا بتوظيف هذه الاموال في شركات إنتاجية ضخمة وان يعي المواطنون انه لا حل للمشاكل التي يعاني منها شعبنا ( البطالة ، الفقر ) الا بالعمل والانخراط في التنمية الاقتصادية الشاملة ومن ضمنها طفرة في انشاء شركات مساهمة العامة واستغلال الموارد التي يحوزها بلدنا.
ان معظم شرائح شعبنا ومنذ عقود طويلة وهي تعاني من التخلف والتراجع والفقر والبطالة لذلك فهي لم تذق طعم الشعور بالتقدم والرفاهية وايضا فهي لم تخبر عمق العلاقة بين تقديم العمل والجهد وحصائد نتائجه ولا نبل التضحية بساعات عمل إضافية يجني بسببها المواطن تقدمه وازدهاره ولا كبرياء الاصرار على النهوض والسمو والرفعة حينما يغادر المواطن صباحا الى عمله بعزيمة وتصميم الى خدمة الوطن.
فقد ان الاوان ليعيش شعبنا كباقي شعوب الارض المتقدمة لينعم بالازدهار وبالرفاهية التي يحققها لهم انتعاش اقتصادي شامل وحقيقي في جميع الجوانب.
ولذلك فاننا ندرك مدى اهمية المشاركة الشعبية ( في كل ثقلها ) متعاونة مع اجهزة الدولة التنفيذية في عملية التنمية الاقتصادية الشاملة لان الخطورة تكمن عندما يغيب مفهوم ( الامن الاقتصادي الوطني ) كهدف من خيال وفكر وعقل الشعوب فان فكرة التنمية الاقتصادية تصبح فكرة ضبابية غامضة وغير محددة وهذا ما نريد تجاوزه.
وبعد فاذا كانت قيادتنا الحكيمة الشجاعة قد حسمت الامر وتقودنا بكل عزم وتصميم باتجاه التنمية الشاملة وتسعى ليلا ونهارا وتجوب العالم من شرق وغرب لجلب الاستثمار لوطننا.
فلم يبقى امام كافة فئات الشعب سوى ان تستجيب وتتجه بدورها بالاستثمار وان تكون مجمل مدخراتها وقودا تشعل به وهج التقدم الاقتصادي والازدهار وان تشارك في فعالية كبيرة في استخدام مدخراتها ( او جزء منها ) في عملية تفاعل لانشاء شركات مساهمة عامة كبيرة تعود عليهم وعلى الوطن والمواطن بالعوائد والفوائد والارباح.
انها معركة … نخوضها لتحقيق امالنا بالتقدم والازدهار فلنقدم رؤوس اموالنا سلاح قويا وفعالا يحقق لنا الانتصار في هذه المعركة ، لنزهو بالتقدم والازدهار ، وننسى مرارة هزائم التخلف ولنتذوق طعم النصر وبهجته بان نزهو في ذاتنا … وننعم بالتقدم الذي ننشده.
وان كانت هناك مقولات عن عوائق تحول دون ذلك ؟؟؟ ( وحتى لو كانت حقائق وليست مزاعم ) فلنزل هذه العوائق ونمضي في طريقنا غير عابئين.