زمن غريب.وزير الطاقة خالد الايراني يحاور من يحاور على صفحته الالكترونية على "التويتر" ويوجه انتقادات لبعض الصحف اليومية ، لاثارتها ملف الكهرباء ، بطريقة غير مكتملة ، برغم ان نقد الوزير يجب ان يكون لاعلام وزارته النائم.
سر الغرابة يعود الى ان الوزير لم يلجأ الى الاعلام الرسمي والى اعلام وزارته لبث اي معلومة حول عدد الانقطاعات وبقية التفاصيل ، ملقيا باللوم والعتب على الصحفيين الذين لايسألون.
ينتقد الوزير في حواره بالانجليزية صحفاً يومية ، معتبراً بهذه الطريقة ان الحق على الصحافة ، في نهاية المطاف ، وكأنها هي التي قطعت الكهرباء عن البلد.
يقول الوزير" لم يكن هناك انقطاع في التيار الكهربائي يوم الاحد ومع ذلك لم يذكروا ذلك ،، لقد ذكروا الـ 15000 اتصال لكنهم لم يذكروا ان هذه الاتصالات كانت لـ 250 انقطاعا محددة الموقع خلال الاسبوع الماضي".
ردت محاورة الوزير: "انهم يحبون الاخبار السيئة ..هذا شيء سهل ..الاخبار الجيدة لا تثيرهم لذلك يتجاهلونها .. والاخبار الحقيقية عمل صعب".
المثير في كلام الوزير انه لم يبلغنا كيف يأتيه خمسة عشر الف ابلاغ عن انقطاع الكهرباء ، في مائتين وخمسين حادثة انقطاع ، الا اذا كان الزوج والزوجة وكل ابن في اي عائلة يتولى الابلاغ عن ذات العطل ، وهو امر غير معقول.
الوزير ايضا يقول ان لا احد يذكر ان الكهرباء عادت وانه لم يحدث اي انقطاع جديد.هذا امر يريد الوزير من الاعلام ان يطبل له.
ليعرف الوزير ان عدم انقطاع الكهرباء لايستحق الذكر ولا المديح ، لان الاصل هو وجود الكهرباء.وجود الكهرباء وعدم انقطاعها ، امر طبيعي وهو الاساس ، فلماذا يتم الافتراض ان الحالة بحاجة الى تصفيق وتهليل.
الوزير يعتبر ان ايصال افكاره عبر "التويتر" امر كاف لاراحة الضمير.بدلا من هذا العالم التخيلي والافتراضي ، كان بإمكان من يهمه الامر ان يخرج ويشرح التفاصيل للناس.حتى لاتتهم الصحافة في نهاية المطاف ، ويتم الغمز من قناتها.
واضح ايضا ان البعض يفترض ان دور الاعلام هو "التطبيل" ، ويريد في قصة مثل انقطاع الكهرباء ان نهلل لعدم انقطاعها بدلا من دعوتنا لمحاسبة من لم يرسموا استراتيجيات لهذه الايام ، فتصير البلد كل يوم امام مفاجأة.
قد يقنع الوزير محاوريه بافكاره ، غير ان عليه ان يقنع الناس بهذه الافكار ، ممن خسروا ملايين الدنانير تجاريا ، جراء تلف البضائع في المحلات ، وممن خسروا مبالغ طائلة جراء خراب ثلاجات بيوتهم او مافيها من اغذية ، وغير ذلك من خسائر نعرفها ويعرفها الوزير.
الحق على الطليان.مثل شهير.يتم استبداله اليوم بالحق على الصحافة.وهو استبدال جائر ومردود ، لان الحق واضح كالشمس ، وهو على وزارة الطاقة وشركات الكهرباء ، وليس اي طرف اخر ، يتم تسييل الاتهامات نحوه.
mtair@addustour.com.jo
الدستور