أَيُّها المُدْلِجُ، في الليّل،
بما أُعْطيتَ في هذا الدُّجى من أَلَقٍ
قُمْ.. وتألَّقْ!
قَمَراً.. يُوقِدُه دَفْقُ الشرابينِ،
وبالهُدْبِ التي أَتْعَبها السُّهْدُ تَعَلَّقْ!
وبما اسْتَوْدَعكَ الوجدُ من الأَسرارِ
قُلْ، ما لم يُقَلْ بَعْدُ،
وما ليس يُقالْ..
وانْتَشِرْ رائحةً أَشْهى من الصُّبْحِ،
ومن «وردةِ الجرح»، انْبَعِثْ ريحَ شمالْ
آآآخ.. يا ريحَ الشَّمالْ
لكِ ذَرْذَرْتُ مواويلي،
وأشعلتُ قناديلي،
وعَلَّقْتُ على مَوْجِكِ أشواقَ مناديلي
وأَسْرَجْتُ لياليَّ الطِّوالْ
فاشربيني مَطَراً، ثُمَّ اسْكُبيني شَجَراً
يَسْكُنُهُ حُزْنْ الظِّلالْ!
واتْرُكي لي فَرَسَ النَّبْضِ،
وَسَيْفَ الوَمْضِ،
والنَّهْرَ الذي من غابهِ الرُّوحِ تَدَفَّقْ
ها أَنا جِئْتُكِ بالحُزْنِ المُعَتّقْ!
وبحاكورة زَنْبَقْ..
فادْخُلي فيَّ، ادْخُلي فيّ،
لكي أَخرجَ من: نَفقِ الليلِ، نَسيماً يَتَرقْرَقْ!!
(الدستور)