الوضع الاقتصادي في القدس بلغ حدا صعبا
معتز خليل
27-04-2022 07:42 PM
يشعر العديد من التجار من القدس الشرقية وفي الضفة الغربية بخيبة أمل اقتصادية كبيرة بسبب تطورات الوضع بالبلاد، وفي ذروة الحديث السياسي او الاستراتيجي عن وضع مدينة القدس اعتقد انه بات ضروريا القاء الضوء على الواقع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه هذه المدينة الباسلة الآن.
ولا يخفى على أحد ان تداعيات الوضع الأمني السيء في القدس الشرقية خلال شهر رمضان باتت ماثلة امام الكثيرين، خاصة في ظل الأزمة التي تتفاقم مع الاضطرابات الأمنية وتمنع الكثير من الفلسطينيين من ممارسة حياتهم بصورة طبيعية.
تجار القدس يطالبون دوما بهدوء الأوضاع والتجار يحاولون جذب الزوار، خاصة وان هناك معلومة اقتصادية مهمة دقيقة مفادها ان الكثير من التجار الفلسطينيين يعملون بصورة يومية، بمعنى ان لا دخل ثابت لديهم مطلقا الا بالعمل اليومي، الأمر الذي يزيد من حدة تلك الازمة الاقتصادية.
جاء دافعي لكتابة هذا المقال عدد من الأسباب ، لعل أبرزها توافد الآلاف من الزائرين على القدس، فضلا عن سفر الكثير من المصريين تحديدا من الاقباط هذا العام لأداء شعائر الحج واحياء سبت النور المقدس من قلب القدس، وهو امر يعني نشاطا تجاريا متميزا، فضلا عن الكثير من الامور الاقتصادية الأخرى التي يطلبها المواطن او صاحب العمل الفلسطيني.
عموما فإن سكان القدس كانوا دوما يتطلعون إلى تحقيق موسم اقتصادي ناجح سواء في شهر رمضان او بالأعياد ، إلاّ أن ضبابية المشهد الميداني والسياسي لا تزال تلقي ظلالا من الشك على توقعاتهم هذا العام.
والمعروف ان مئات آلاف المصلين من الضفة الغربية والمدن والبلدات العربية في إسرائيل يتوافدون على القدس من اجل شراء مستلزماتهم التي تكون جيده في الأسعار مقارنه بالأسعار في الداخل الإسرائيلي.
وفي طريقهم إلى المسجد الأقصى وأثناء خروجهم منه، يمر المصلون من أسواق المدينة القديمة وهو ما يرى فيه التجار فرصة ثمينة لتسويق بضائعهم.
كما يتسوق آلاف المصلين ويشترون وجبات الإفطار من أسواق البلدة، حال قرارهم البقاء في المسجد لأداء صلاة التراويح.
لكن تجار البلدة يقولون إن التقارير عن فرص اندلاع مواجهات في القدس واحتمالية تدهور الوضع الأمني خلال شهر رمضان، انعكست سلبا على أعمالهم.
وتوجه الأنظار إلى مدينة القدس في ظل مخاوف محلية ودولية من اندلاع مواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية على غرار ما جرى العام الماضي، لاسيما أن شهر رمضان تزامن هذا العام مع أعياد يهودية، وسط استعداد آلاف المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين لاقتحام المسجد الأقصى.
وعبر منبر عمون الوطني المحترم لا زلت اذكر تصريحات رئيس غرفة تجارة عمان خليل الحاج توفيق الذي قال إن دعم الاقتصاد الفلسطيني واجب وفيه مصلحة وطنية للجميع.
ودعا توفيق إلى بذل المزيد من الجهود للنهوض بالعلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين وتجاوز العراقيل التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الحاج توفيق خلال لقاء مع مجلس إدارة الغرفة مع وفد من غرفة تجارة وصناعة وزراعة شمال الخليل إن “دعم الأشقاء في فلسطين ينسجم مع الحرص والتوجيهات الملكية المستمرة بأن تكون المملكة السند الحقيقي للأشقاء الفلسطينيين في ظل خصوصية العلاقات المميزة والتاريخية التي تجمع البلدين”.
ما قاله الحاج توفيق هو تجسيد للوطنية الأردنية والتآخي والقبول الأردني الفلسطيني ، وهو تآخي دوما عاش في جسد واحد دوما.
عموما اعتقد ان للتجار الفلسطينيين حق اصيل علينا ، وهو الحق الذي لا يمكن ان ينكره احد عليهم خاصة وان وضعنا في الاعتبار ان العامل الاقتصادي هو احد اهم العوامل للاستقرار الاقتصادي الذي تنشده القدس هذه المدينة التي عانت وتعاني الكثير ، الأمر الذي يزيد من اهمية الوضع الاستراتيجي للمدينة.