خرجنا من البيت أنا وأمي وزوجة أخي، لنذهب إلى مكان التصوير لأقوم بأداء مشاهد لي، وعندما وصلنا أردنا أن نقطع الشارع، وكانت أمي تقف أمامنا لكي لا يحدث لي أنا وزوجة أخي شيء، وهي تبدي خوفها علينا وتقول: انتبهوا من السيارات.
مرت سيارة مسرعة، ودهست والدتي، فطارت وكأنها دمية، ثم سقطت على الأرض، وبدأت بالصراخ، ولم أعي ما أفعل. رأيت أمي ملقاة على الأرض، وما جال بفكري وأنا أصرخ إلا أنني فقدت أمي، وصرت أركض يمينا ويسارا من صدمتي وخوفي على أمي بدون تفكير.
ذهبت ودفعت السيدة التي دهست والدتي، وأنا أصرخ وأقول: ماذا فعلتِ؟ وأمي ملقاة على الأرض، وتجمع جميع الناس حولنا، وأنا أحس أنني في حلم، ولا أعرف ماذا أفعل، فالكل كان يقوم بتهدئتي، ومنهم الاعلامي الذي أعتبره كوالدي وهو من خيرة الناس أيمن بدر، والمخرج الأستاذ محمد دراج، والفنان محمد حلمي، قاموا جميعا بتهدئتي، حينها رأيت أمي تحركت، فأجهشت بالبكاء فرحة بعودة أمي للحياة بعد أن غابت عن الوعي لعدة دقائق، الذي جعلني أفكر أنني خسرتها إلى الأبد، فلا أعلم هل أبكي أم أفرح؟ واختلط البكاء بالفرح.
أتى الدفاع المدني لنقل والدتي إلى المستشفى، وأنا ذهبت مع بابا أيمن في سيارته إلى المستشفى، ووصلنا المستشفى وأمي الحبيبة لا تتحرك، وقام الأطباء مسرعين لنجدتها، وعانت لمدة أربعة شهور دون أن تستطيع على الحراك، أما الآن فهي تتماثل للشفاء، ولكن أتعرفون؟ لو فقدتها كأني فقدت حياتي، فهي أولاً.. الأم الحنون التي لا يعادلها أم في الكون، وأبي أيضا بدعمه لي، وإخواني الذين يكبروني بعشرين عاما بدعمهم لمواهبي المتعددة، وهي: إلقاء الشعر، وكتابة القصص، وتقديم البرامج في القنوات.
أمي هي حياتي، لا أستطيع أن أجازيها، لا بشكر ولا بالجلوس تحت أقدامها.. أمي حياتي، رغم كل ما حدث لها فهي لم تتوقف عن دعمي ومساعدتي في كل شيء، التقدم والنجاح بمجهود أمي، أمي أنت حياتي ولا حياة بدونك، ابنتك المحبة التي روحها معلقة بك، إن فقدتك أفقد روحي.. أحبك أمي.
عادت أمي لي، والآن نذهب إلى القنوات، أتعرفون يا أحبتي ما أصعب موقف مر؟ إنه حين قدمت لي دعوة لمشاركه في مؤتمر في مصر، فأبت والدتي أن تجري العملية الجراحية إلا بعد أن تسافر معي وهي تمشي على (الووكر)، الذي تتعكز عليه، وسافرنا رغم ألمها، وشاركت وكرمت من المهرجانات التي شاركت فيها، وحصلت على أربعة تكريمات لحصولي على المركز الأول في إلقاء الشعر والتمثيل.
الأم هي المضحية دائما، لذلك أسميت قصتي: تضحية أمي. دمتم بألف خير.