هنالك طرق عديدة للحديث ونظم اخرى للتحدث منها يتصف بالاسلوب المباشر الذي يصل مبتدأ المعنى بخبر المغزى واخر ما ينحدر من واقع سرد القصة لبيان المعنى واما الاستكشافي منها فانه يقوم على اسلوب المواربة من باب التورية والذي يفتح باب الحديث ويترك وصف المشهد للمتلقي وهو اسلوب سلس لكن استخداماته غالبا ما تقتصر على تلك الجلسات لا تعي مفرداته بحيث تستخدم مع جموع او تستدرك مع افراد وذلك لتحقيق غاية الاستدراج من وراء استخدام هذا الاسلوب الذي يراد منه تحقيق معنى الاستجواب من باب الاستفهام.
ولأن بيان الحديث يأتي من صفة المقام فان الدلالة عند اصحاب علوم المعرفة لا يحققها ذلك القوام الذي من المفترض ان يقوم على الاستدراج عبر الاستفسار لبيان رأى او لتقديم استيضاح بدلالة من باب حسن تقديم الصورة فان الاذكاء في معرض الحديث سيقابله ذكاء في الرد وهذا لن يحقق جملة او يبعث بخبر مفيد لان الاختبار هنا سيقابله اختيار تتعدد فيها النتائج دون نتيجة تفيد لتلك الجملة المراد تشكيلها في بناء توصية حتى لو كان الحديث في معظمه صحيح فان الصحة لوحدها في مقام التعليل لا تخدم معنى التحليل الذي يراد منه ان يبني جملة تفيد بيت القرار وتخدم مقرراته.
وفي مضمار الحديث وعناوين الحدث فان الغلبة لا شك انها تكون لصالح من يحتوي مشهد الحديث فيتداخل في فضاءاته ويسقط على جوانبه ما يريد دون المماس بارضيته وبهذا يكون قد حقق مغزى السؤال دون حديث عن خبر واعاد المبتدأ لفاتح باب الحديث بنتائج قد تكون صحيحة لكنها غير مفيدة وهو ما يجعل من نوعية الحديث تدور في فلك قد يبدو متصلا لكنه غير مفيد في التواصل لارساء قوام الاصل فيه يقوم على بيان الخبر قبل البدء بالدخول على ابواب مبهمة مهما حملت من مضامين يراد ارسائها.
وحتى يصبح الحديث ذو فائدة من المهم ان يخرج مقام التحدث عن اسلوب التذاكي حتى يصبح الحديث يحمل جدوى فيها (كلمة صدق وتحوي قول فعل وتبني جملة تفيد بيت القرار) وهذا ما يمكن اعادة تبيانه من واقع اسقاطات دلالات الصورة على مقام الحديث فان لكل مقام مقال ولكل رواية بداية كما لكل جملة خبر يقوم على بناء مبتدأ واما الخبر فهو يفيد للاستدلال وليس لبناء قوام فان المعرف هنا لا يعرف يا صديقي..
ذلك هو مضمون الحوار الذي دار من دون بيان مع صديقي الذي احترم من هنا كان لابد من التوقف عن سجال بيان الذكاء باسلوب الاذكاء فان لغة التحدث لاينصح فيها باستخدام اسلوب المواربة والتورية من واقع تقديرات ضمنية فان الحديث الاقرب هو الحديث المباشر القائم من العقل للعقل كونه يخدم لغة التواصل من باب ايصال الفكرة عبر محتوى تشاركي يقوم على حاضنة فكرية تبادلية بين اصدقاء بما يعود بالفائدة من باب استخلاص تلك النتائج التي تحقق نموذج الشراكة في حواضن سلة الافكار.
ولعل واقع الحوار القائم مع صديقي صاحب المقام ينطبق على جملة الحديث فى المشهد العام وهو ذات المعنى الذي يخيم على مناخات اجواء العلاقة الحاملة لبيت القرار في مؤسسة صديقي الودود والتي تحمل روافعه كما تعمل عناوينه بتقديرات جاءت
من واقع محصلة تقوم على ذلك الحوار القائم بين الذكاء والاذكاء فلا المبتدأ معلوم ولا الخبر واضح مع ان مقام المعادلة ساطع لكن البسط لا يزال مجهولا وهذا لا يساعد لاعراب الجملة او يسهم بانتاج محصلة ويبقي الدائرة تدور في فلك متحرك دون اعراب يفيد بيان بوصلة التوجه وعنوان الاتجاه.
* من كتابي جملة من رواية