الحل المطلوب هو لقضية المرور والمخالفات الجمة الخطيرة التي تكاد لا تتوقف من المستهترين بأرواح الآخرين.
حسناً تفعلُ الأجهزة الأمنية والهندسية لإعادة توضيح الخطوط الأرضية للشوارع والجسور ومفارق الطرق، وللقبض على المخالفين للسرعات و الحمولات. لكن هذا لا يكفي. لا بُدَّ من قبضاتٍ حازمةٍ يراها السائق و يرتدع لرؤيتها عن اللعب بحياة الناس. إن من الضرورةِ تسيير المزيد من الدوريات الظاهرة و تمكينها من ملاحقة و ضبط المخالفين في الشارع فوراً. أما تثبيت نقطة رادارٍ بمكانٍ معروفٍ فلا تلتقط إلا الغافل، فالمستهتر المتمرس يعرفها و يتخطاها ببطء ليعود يسابق بعدها. و لو سارت سيارات الشرطة في الشوارع بكثافةٍ أكثر و مارست الضبط الفوري للمخالفات المرورية لما رأينا هذا الكم الهائل من هذه المخالفات التي لا يخجل أصحابها و لا يستحي منها بل و بكل وقاحة هم على استعدادٍ للقتال من أجلها و لن يوقفهم إلا رجال الأمن.
و يجبُ التشدد مع سائقي السيارات المظللة و سائقي الهاتف المحمول و سائقي "الكزدرة" و التسامر بينما وراءهم طابورٌ من السيارات المنتظرة أن يتحركوا بسرعة الشارع. و يجب محاسبة سائقي سيارات الصهاريج و النقل و مثيلاتها المتجبرين و المستقوين على الشارع بِحُكْمِ الحجم و الاندفاع المخيف الذي يمارسونه. و التشدد مطلوبٌ مع سائقي الباصات المدرسية فبعضهم يسابق الريح دون اعتبار لأرواح الأطفال. و يجب ضبط سائقي الباصات العمومية الذين بين كثرتهم و تعاليم السير خندقٌ عريض. سيقول قائل أنني أتكلم عن عموم السائقين. فليكن! أيهما أفضل، الانضباط أم الحوادث المميتة؟ و يجب كذلك ضبط المشاة الذين يحاولون قطع الشوارع من مناطق خطرة و المفارقة أن كثيراً منهم يفعل ذلك و جسر المشاة فوق رأسه!
و لا يمكن الاستمرار في الاعتماد شبه المطلق على الكاميرات على ضرورتها، لا تلك التي تلتقط المخالفة و لا التي تراقب انسياب السير فهي لا تلتقط إلا مخالفات السرعة أما باقي أشكال الاستهتار و الاستقواء المروري فلا تستطيع. و المخالف قد لا يشعر بلسعةِ القانون إلا عند الترخيص و كثيرٌ لا يأبه بدفع الغرامة. لكن التوقيف الفوري للمخالف و محاسبته من قبلِ رجال و نساء الأمن علاجٌ رادعٌ.
كما أن نقاط الإزدحام معروفة و عيوبها واضحة سواء في التخطيط الضعيف لانسيابية المرور جراء ضيق المسارات و تشابكها أو بطئ الإشارات الضوئية. و المطلوب هو تحليلٌ وافٍ لهذه النقاط المعروفة و إيجادِ الحلول المناسبة.
إن كثرةَ السيارات و الاستهتار الجماعي لكثيرٍ من السائقين تتحدى شجاعةَ المختصين و النتيجة هي كما نعيش فوضى عارمة و حوادث مؤلمة. لذلك لا بد من حل و الحل هو عند أهل الاختصاص. و قد آن الأوان.