لماذا يُقدم الانسان على الانتحار ؟
أولاً ما هو الانتحار , و هل به جوانب رفاهية و ترف؟
يُعد الانتحار، وهو إنهاء حياة الانسان لنفسهُ، رد فعل مأساوي لمواقف الحياة المسببة للضغوط , قد يكون الانتحار استسلاماً للضغوط أو حتى كنتيجة لأمراض تضاعف وجود الضغوط و سطوتها ,,,
أمِنَ المعقول أن يُحاسب من يحاول الانتحار ؟
للأسف هذا ما من أغرب القرارات و أكثرها بلاهةً و افتقاراً للثقافة , فمعاقبة من يفشل بالانتحار هي انتحار مزدوج , فمن يقدم على الانتحار بحاجة للاحتواء لا للاقصاء , بحاجة للذهاب إلى الطبيب النفسي لا للمحاكم و السجون ...
أعي جيّداً بأن بعض الناس قد تقول , هكذا قرارات هي لمن يقدمْ للانتحار للتهرّب من التزاماتٍ ماديّة كفعل تهرّبيّ أو للمطالبة بأشياء من الصعب تحقيقها , و لكن هل تُحلّ القضايا هكذا؟ هل نهدم مبنى لوجود شقّة بحاجة لاعادة الاعمار و نخلط الحابل بالنابل معاً ؟
فحتى اولئك الذين تتقطّع بهم السُبلْ يجب ايجاد حلول لهم , و محاولة الوصول إلى تفاهمات و حلول بعيدة عن أنفاق الانتحار أو الهرب , هكذا قرارات غير مدروسة تضرّ بسمعة وطننا الذي نتغنّي به , فمن غير المنطقي أن يجتمع اثنان في الحكومة ليخرجوا بقراراتٍ تفتقر للمنطق , عشرات إن لم يكن مئات من الاطبّاء النفسيين المختصيين في وطننا هل تم التشاور مع أحدهم ؟
لماذا لا توضع منظومة استباقية كاملة و شمولية تُستشار قُبيل سنّ و تشريع أي قرار مهما كان بسيطاً , نتغنّى بالمشاركة في أكبر الفعاليات العالمية كتلك المختصّة بالطبّ و الصحة النفسية و على الجهة المقابلة نتصرّف بمراهقة فكرية ضاربين بعُرض الحائط سُمعة وطن و صحة مواطن , ثم نستغرب لمِا قُطعت قنوات المصداقية بين الحكومة و المواطن و أصبحت أبسط الاخبار أُضحوكة للمواطن..
قرار محاسبة و معاقبة الفاشل في الانتحار يجب أن يُسحب فوراً , فالظلمْ أن ينتحر المواطن مرتان في وطنه ,,,, علّنا نتعلم من تلك الدول التي تدعم الفاشل و توصله للنجاح , مهما كان نوع فشله ...