ثورة الأقصى .. حركة صهيونية لانتزاع الوصاية الهاشمية!
هشام عزيزات
26-04-2022 02:16 PM
منذ الاتفاق التاريخي، بين الاردن والسلطة عام ٢٠١٣ حين قررت رام الله، تكليف الاردن ممثلا بالملك عبدالله الثاني بالولاية والوصاية الهاشمية، على الامكان المقدسة الاسلامية والمسيحية "وكرت سبحة" الاعتراف، باعترف الكيان الصيهوني اولا "بموجب معاهدة السلام ١٩٩٤ بالوصاية الاردنية على المقدسات جميعها".
وثانيها في بيان مشترك صدر امس الاول الثلاثاء لجلسة مغلقة طارئة لمجلس الامن الدولي "تضمن دعوة عاجلة لتوقف العنف بين الفلسطينين وإسرائيل لتجنب وقوع ضحايا واحترام الوضع الراهن للامكان المقدسة والاردن الوصي الوحيد على المقدسات الاسلامية والمسيحية الذي صيغ حول التوترات بين اسرائيل والفلسطينين في باحات الأقصى وما إلى جواره"
لكن دارت الايام و"الحياة دوارة"، والامزجة السياسية تقلبت وانحرفت بسيطرة اليمن التلمودي، على القرار السياسي والامني في الكيان "تل ابيب" لتنفض هذا البند، وتتراجع وتتخلى عنه جهارة مرات ومرات بتسهيل الحفريات المزعومة وبتسهيل احتلال المتطرفين التلمودين، ساحات الأقصى الشريف، ومحاولات لم تنتهي حتى اليوم، بتحد سافر وصلافة غير مألوفة ومعهودة، وخلف الاحتلالات الموسمية والانتهاكات.. ادعاء فاشل قبيح، ان المقاومين والمقاومات يختبئون داخل الأقصى ومساجد المدينة المقدسة، ولكون النزعة التلمودية التوراتية الكاذبة "مغرزة" في تلافيف ادمغتهم المتلوثة.
ان كانت الوصاية شكلا وتفاصيل، اوتحصيل حاصل، وكلفتها من زمن الملكية الثالثة إلى زمن الملكية الرابعة، ما يزيد عن ٨،٥ مليون دينار، وهي محضر كل التأمريات ما بطن منها، وما كشف للقاصي والداني.
والعناية الاردنية واعادة الترميم، على مراحل وطلاء القبة بالذهب المرصع، واعادة اعمار منبر صلاح الدين، وفرش المسجد غير مرة بالسجاد العجمي.. تكملة وامتداد لاعادة ترميم قبر السيد المسيح عليه السلام، بتبرع من الملك عبدالله في عام ٢٠١٦ على نفقته الخاصة وامتثالا للوصاية الهاشمية الروحية، وبكلفة ٣ ملايين دينار وفقا لمصادر دينية مسؤولة تعمدها.
واليهود بفكرهم الصهيوني احد الاطراف الاقليمية والدولية التي، تقض مضاجعهم، هكذا مبادرات وئامية تسامحية عادلة، ووازنة فعملوا ليلا نهارا، وبكل الاساليب والامكانيات، لابطال هذا التوكيل وافشال الترميم بخلق عراقيل وتشكيكات واطراف دولية من "تحت لتحت"..، لم تكن قابلة ولا راضية وسعت بكل مجهوداتها لافهام الاردن، (ان المقدسات الاسلامية والمسيحية في غربي النهر وفي مناطق السلطة وقفا اسلاميا للامة كلها وليست العناية ولا الرعاية الهاشمية حكرا عليهم) وهذا ما سيدحض في السياق.
ورغم انها القدس الشريف، شهدت اعظم حدث في التاريخ وهو الاسراء والمعراج، الا انها زادها التمسك وفعل التامر لتدفع بالاردن للتفريط بما أوكل له تاريخيا "العهدة العمرية" ٦٣٨ للميلاد من زمن الخليفة عمر بن الخطاب وللان.
وبمتواليات عدة منها ما تتضمنة مشاريع التسوية، كخطة خارطة وصفقة القرن الموؤدة، التي في جانب وملحق من ملاحقها، ارادت ان تنتزع الولاية الهاشمية، فرفضت اردنيا اولا وفلسطينيا ثانيا فضل قاطعا، وعربيا قبلناها على مضض وخجل عاري من ورق التوت.!
والان المتوالية تتجدد ومنها "التقسيم المكاني والزماني" وخرق الوضع القانوني والتاريخي لمدينة الموحدين بالله، والذي كشف عنه الاردن قبل وقت قليل وحذر منه ومن تبعاته على المنطقة.
وحين يثور الاردن، على كل المستويات الشعبية والرسمية في الشارع وفي الغرف المغلقة، لحقن الدماء وخفض مناطق التوتر وانتصار للمقهورين، في حياتهم، فهي عين الاردن متى طلبتها تجد الاردن، اول الملبين والمسارعين لهفة واستحابة واحتضانا للاهل المنزوعي الاسلحة حتى من سلاح البقاء والحياة.
ولهذا الحرص والخوف والقلق المتواترين، استنادات وثائيقة منها، ما اوردنا سابقا بتوقيع اردني فلسطيني على الاعتراف بالوصاية وكما حضر في احد بنود الاتفاق اعلاه الذي يكشف وحسب النص الاتي: (تتخذ اجراءات متنوعة بموجب اتفاقية ٢٠١٣ الاردنية الفلسطينية لحماية المقدسات والوقفيات وتعزيز صمود المقدسيين في ارضهم ودعمهم واسنادهم من خلال عدة اشكال اهمها وفقا لاحد بنود الاتفاقية..
وتعد دائرة الاوقاف، في القدس وشؤون مسجد الأقصى المبارك الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام، إلى قبة الصخرة.. دائرة اردنية تتبع وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية بالاشراف وتمويل ٨٠٠ موظف اغلبهم دعاة وائمة ومرابطين ومرابطات وحراس، والاشراف على مساجد القدس البالغة ١٠٢ مسجدا رعاية واعمار وصيانة والوعظ والارشاد، وعلى الاملاك الوقفية ونسبتها ٥٠٪ من املاك القدس والمدارس الشرعية).. انتهى الاقتباس من بنود الاتفاق.
وماذا بعد؟
الجواب مختصر مفيد يقول، بقبول فلسطيني لاجل وقبول يهودي للوصاية ينتفض ويتململ ويسهل الاغتصاب الجديد لكل المقدسات والمناسبات الروحية كرمضان المبارك والفصح المجيد الذي لم تسلم طقوسه من تضييق على المصلين والزوار الاجانب من هويات متعددة..
وإن كان الحرص الهاشمي على التدخل السريع والفوري بالاستجابة لمطلب مجلس الامة بتوبيخ اسرائيل سياسيا فاضعف الايمان استدعاء الدبلوماسية الاسرائيلية في عمان وتسليمه مذكرة احتجاج وتوصيل موقف سياسي شديد اللهجة ازعجت الكابينت الصيهوني واجبرته على عقد اجتماع للرد على الموقف الاردني واجتماع مرتقب للجنة عربية للبحث العاجل في احداث وثورة الاقصى الذي حسب قناعات العامة لا يغني بل يسمن السياسي والامني الصيهوني.
اما بعد..
فالرد الاردني على ما يجري من ثورة في القدس والاقصى والوصاية مستهدفة فأحيل امرها لولي امرها الوصاية الهاشمية على المقدسات المسيحية قبل الاسلامية التي ما بعدها وصاية وكانت من زمان قطعت الوصاية كل تدخل وإجراءات وتضيق وانتهاكات كل كلام بليغ استخارته ركب ترتج وترتج وافواه تخطب وتخطب وحرف عن المقصد الوطني بالمناداة الجهورة بابطال التاريخ الغابر والجلي الذي ابطلت حوادث تاريخية معاصرة حية دامية فاقشعرت لها الابدان وعصي النازية الجديدة تكسر عظام اخواتنا المرابطات واخواننا المرابطين..!
مربط فرسنا (خيلنا) هو الوصاية الهاشمية وثورة الأقصى محاولة داخلية فلسطينية مقاومة لاجهاض أي محاولة لانتزاعها.!
ولكل هذا سخرت الدبلوماسية الاردنية وبقيادة حكيمة من الملك ما بايديها من ممكنات وعلاقات وحضور فاعل في المحافل الدولية "عن بكرة ابيها" لمنع المحرقة الجديدة التي سيكون شعبنا ومقدساته وقودها حتى الجمر فنغدو رمادا من جديد.!