تلفزيون / عندما نريد ان نعالج، تلفزيونيًا، قضية وطنية ومعركة مشرفة في تاريخ الاردن، فإما ان نعطيها حقها تصويرًا وتمثيلًا وإخراجًا، أو أن نفكر ألف مرة قبل أن نتصدى لها بهذا الضعف والاستسهال..
صحيح ان احداث المسلسل تقع في ستينيات القرن الماضي، لكن، من غير المقبول ان تتم المعالجة التلفزيونية نصًا وصورة واداء واخراجا بتقنيات بداية عهدنا بالتفزيون..
لم يقصر التلفزيون الاردني في توفير امكانيات مادية كبيرة لإنتاج المسلسل، لكن ذلك لم ينعكس على الشاشة، مع الأسف..
لقد آن الاوان لإحداث نقلة نوعية في الانتاج الدرامي الاردني، من القطاعين العام والخاص، والمفترض توحيد الجهود وتنظيم ورشات عمل لكتابة النصوص والسيناريو والاخراج، بدل هذا الهدر المالي والفني في اعمال لا ترقى الى مستوى ما نشاهده من تطور في مسلسلات عربية عديدة عبر الفضاء المفتوح.
كما آن الاوان ايضا لأن نشاهد اعمالا تلفزيونية تحاكي واقعنا المعاصر، وتعالج قضايا الشباب والبطالة، ومكافحة المخدرات، وغير ذلك.
نريد ان نشاهد مسلسلا تلفزيونيا يحكي قصة عائلة معاصرة تعمل في الزراعة مثلا، او شباب يعملون في مصانع وطنية ويكافحون من اجل لقمة العيش..
من يشاهد مجمل اعمالنا، إلا ما ندر، يعتقد أن الأردن يعيش في القرن التاسع عشر أو في بداية القرن العشرين.
لا حل لمشكلة الانتاج الدرامي في الاردن الا بتخصيص جزء مناسب من ميزانية التلفزيون السنوية لشراء اعمال تلفزيونية أردنية جيدة، بل متميزة، وبتفعيل اتفاقية شراء البرامج بين التلفزيون الاردني والمنتجين الاردنيين لدعم انتاج اعمال معاصرة يتفاعل معها المشاهد الاردني والعربي.
أمًا الإبقاء على هذا الحال، فهو مأساة بحق الفن والفنان والمنتج التلفزيوني والتلفزيون الوطني.
* رئيس اتحاد المنتجين الأردنيين، للاعلام