الموقف الأردني من القضية الفلسطينية لا يشبه أيّ موقف او اي تحرّك، ولا يتوقف عند حد او جهد بعينه، موقف يقوده جلالة الملك بكل إصرار على إحقاق الحق وتحقيق سلام عادل وشامل وفقا للقانون والشرعية الدولية.
حضور أردني دبلوماسي بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني متفرّدا جعل من القضية الفلسطينية أولوية دولية، ومن المقدسات الاسلامية والمسيحية في مقدمة الحدث والاهتمام، حضور لم يترك بابا لايجاد حلول إلاّ وفتحه على مصراعيه لجعل السلام ممكنا وذلك لن يكون الا عندما يأخذ الفلسطينيون كافة حقوقهم الشرعية.
فلسطين، كانت أساسا خلال اللقاء الذي جمع جلالة الملك مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة في القاهرة، فيما أدان جلالته الانتهاكات الإسرائيلية بما فيها اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك والاعتداءات على المصلين، وتقييد وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة في القدس وتقليص أعداد المحتفلين في سبت النور، فهو الموقف الأردني القابض على حقوق شرعية يتجدد مع حزم وتشدد دائمين.
وبالأمس أكد جلالته والرئيس الأمريكي جو بايدن الالتزام بمواصلة العمل من أجل تحقيق السلام في المنطقة والعالم، فيما جدد جلالته خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي على ضرورة تكثيف المساعي لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على أساس حل الدولتين، بما يفضي إلى قيام دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، واكد جلالته ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم بالحرم القدسي الشريف/ المسجد الأقصى المبارك، مع التأكيدات على أن الأردن يواصل بذل كل الجهود لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.
موقف أردني لا يمكن قراءته في لحظات أو المرور عنه مرور عابر سريع، موقف يحتاج وقفات وقراءات فهو حالة تضع القضية الفلسطينية وحماية المقدسات في القدس المحتلة في مكان متقدّم على كل قضايا المرحلة، ويجعل منها أولوية دولية، فهو الموقف المتجدد الذي يزداد تشددا لجهة السلام والعدالة للقضية الفلسطينية، الموقف الذي لا يشبه سوى تفاصيله ولا يشبه سوى النصرة الأردنية للفلسطينيين.
انتصارات اردنية متتالية لفلسطين من خلال مواقف عملية مجسدة بخطوات ملموسة تؤكد أن الفلسطيني ليس وحيدا في ميدان نضاله.
(الدستور)