ثلاثي الدور العربي الإقليمي .. الوصاية الهاشمية حماية للقدس
حسين دعسة
26-04-2022 12:13 AM
في وسط تأزم الصراع في القدس، ومع دقة وحساسية الازمة التي حركتها دولة الاحتلال الإسرائيلي، وحكومة الائتلاف اليميني المتطرف، كان لابد من وقفة من القادة، ثلاثي الدور العربي الإقليمي، الملك الوصي الهاشمي عبدالله الثاني، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي وقفة تاريخية في قمة اجتمعت في العاصمة المصرية القاهرة.
تشكل الأردن ومصر والإمارات، مثلثا لاستشراف المستقبل، ذلك الوعي الناهض بمستقبل إدارة الأزمات وبالتالي تعظيم الأمن الوطني وسيادة الحق والقانون، وهي مفاصل، جمعت قيادات وزعماء المرحلة، ذلك أن كيان ومكانة وقدسية القدس العربية الإسلامية، بكل أوقافها الإسلامية والمسيحية، وحضرتها وقيمتها في التراث البشري.
ثلاثي قمة القاهرة، حدد الدور العربي القومي لمسارات حماية القدس ومنع خطط العدو الصهيوني الساعية لتهويد الحرم القدسي الشريف، وهدم وتدمير المسجد الأقصى بمزاعم إقامة الهيكل، هيكل سليمان المزعوم، ما يهدد بضياع سيادي وتهويد ديني، ونسف لكل قرارات ومواثيق واتفاقيات، باتت من أساسيات القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وحقوقه المشروعة.
.. قمة القاهرة، وتحت أنوار الجمعة الأخيرة من رمضان المبارك، جددت الأمل بالدور العربي الإسلامي، عدا عن استراتيجية الدور القومي الناظمة لكل الدول العربية، بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي، ودول جامعة الدول العربية، ودول منظمة التعاون الإسلامي، وهي قمة كان فرسانها قيادات عربية لها حضورها الوطني والقومية والدولي.
اتفاق الملك عبدالله الثاني، والرئيس عبدالفتاح السيسي، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إدخال المنطقة والشرق الأوسط، في رؤية، قد تنجح تماما من خلال ما وضعت من خيارات، هي:
*الخيار الأول:
سيادة أهمية، واحترام دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، تلك الوصاية التاريخية بحضورها السياسي والشرعي والقانوني.
.. وشدد القادة، في هذا الخيار على أهمية احترام دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، وأهمية دعم صمود الأشقاء الفلسطينيين وتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من القيام بدورها لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته.
*الخيار الثاني:
ان الطبيعة المعقدة للأزمات الحالية تتطلب تنسيق الجهود وتعزيز العمل العربي المشترك.
كما أن التحديات والأزمات الحالية، بطبيعتها المعقدة وتداعياتها العابرة للحدود، تتطلب تنسيق الجهود وتعزيز العمل العربي المشترك، مع أهمية مواصلة التنسيق والتشاور إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يحقق مصالح البلدان الثلاثة ويخدم القضايا العربية.
*الخيار الثالث:
قادة قمة القاهرة يؤكدون أن بلدانهم لن تدخر جهداً في العمل من أجل استعادة التهدئة في القدس.
*الخيار الرابع:
تفعيل التعاون الإقليمي خصوصاً في أزمات الأمن الغذائي والطاقة.
*الخيار الخامس:
تقدير ودراسة آخر المستجدات العالمية والإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بما في ذلك في العمل من أجل التأكيد على استعادة التهدئة في القدس، ووقف التصعيد بأشكاله كافة من أجل تمكين المصلين من أداء شعائرهم الدينية دون معيقات أو مضايقات.
*الخيار السادس:
ضرورة العمل المشترك، الذي يضمن وقف إسرائيل كل الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام، وأهمية إيجاد أفق سياسي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي.
*الخيار السادس:
استمرار الجهد الدبلوماسي لمعالجة جذور التوتر والصراع الذي سيبقى يهدد المنطقة، ما لم يتم استئناف عملية السلام والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية،
على أن الأزمات العالمية على خطورتها، ينبغي ألا تصرف الاهتمام عن القضية الفلسطينية، مؤكداً الحاجة إلى تحرك المجتمع الدولي لوقف الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية وضمان عدم تكرارها، حماية للقانون الدولي ولمنع تفاقم موجة العنف أو تجددها مستقبلاً.
توقيت وضرورة القمة الثلاثية، التي عقدت في
قصر الاتحادية، بالقاهرة، وحضرها الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، تأتي لوضع القضية الفلسطينية، في دائرة الاهتمام العربي الدولي المشترك، عدا عن تلك القوة التي حمت اعتزاز القادة بالعلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع بلدانهم، وأثرها ودورها الاستراتيجي عربيا واسلاميا ودوليا وأمميا.
كان لافتا، أن الملك عبدالله الثاني، شدد على إدانة الانتهاكات الإسرائيلية بالقدس واقتحامات المسجد الأقصى، عدا عن المواجهات ومنع وتقييد حركة المصلين، وتقييد وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة في القدس وتقليص أعداد المحتفلين في سبت النور.
.. ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف، أبرز مواقف الوصي الهاشمي، معبراً عن رفضه لأي محاولات للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، تعزز ذلك من خلال اللقاءات الثنائية التي قادها جلالة الملك عقب اللقاء الثلاثي، بحضور سمو ولي العهد، منها لقاءان منفصلان مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، تناولا العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، وفق استراتيجيات وعمل مشترك، وهي اللقاءات التي شارك فيها رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب جلالة الملك، الدكتور جعفر حسان، ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني، والسفير الأردني في القاهرة أمجد العضايلة، ما وثق طبيعة ومناقشة مختلف مجالات كل لقاء، مع الإشادة بأهمية وصلابة المواقف المصرية و الإماراتية، ودعمه المتواصل للحقوق الفلسطينية وحماية القدس ومنع محاولات العدو تهويدها، ما جعل الخيارات أكثر تأثيرا، وفق تعهد أردني، مصري، إماراتي بالعمل لوقف التصعيد والاقتحامات بالقدس والمسجد الأقصى.
القادة، رسموا خطة طريق، عنوانها تفعيل العلاقات العربية العربية والعربية الدولية، ما يضمن رؤية سيادة توقف العدو الإسرائيلي من التمادي في العنف والتهويد، وكسر الإرادة الدولية والاممية.
(الراي)