النزاهة هي مصطلح واسع النطاق لكن للنزاهة القدرة على تغيير حياة الإنسان. عادة، نحن نستخدم مصطلح النزاهة فقط للتعبير عن الصدق وقول الحقيقة. فالإنسان الذي يسير على طريق الحقيقة في الحياة، لن يواجه أبدًا هزيمة كبيرة. فبقول الحقيقة، يواصل الانسان تحقيق نجاحات ولو كانت جزئية في الحياة. حتى في الظروف الصعبة، فإن الإنسان الذي يسير على طريق الحقيقة من خلال تحليه بالنزاهة -حتى لو لا يقدر على هزيمة أي كارثة- فان تفكيره الثابت يمنحه مكانة الشرف والمثالية في المجتمع.
فالحقيقة تعتبر مساهما كبيرا لبعض القادة بان أصبحوا عظماء مثل المهاتما غاندي، بوذا، ماهافير ، سوامي فيفيكاناندا ، إلخ. فهؤلاء القادة استقر الحق في قلبهم وحققوا ذلك بالنزاهة. فالشخص الذي يستطيع تغيير شخصيته من أجل الثروة أو التخلي عن قيمه من أجل مصلحته، تبينت أن أعماله لا تتسم بالنزاهة، لأن أعظم ثروة للإنسان وأعظم حليف هو شخصيته، ومن صفات الشخصية الحميدة النزاهة.
النزاهة وقيمها تجعل الانسان صادقًا وتساعده على التمسك بالمبادئ الأخلاقية. يمكن لأولئك الذين يتمتعون بالنزاهة أن يحققوا أي شيء في الحياة ويثبتوا أنهم أكثر نجاحا من غيرهم الذين لا يملكون النزاهة. الشخص الذي يطور سلامته الداخلية ويجعلها أسلوب حياة، سينجح بالتأكيد ويزدهر في الحياة. بمجرد أن يمتلك النزاهة، أعني أنك مستغرق تمامًا في النزاهة يمكنك تحقيق أي شيء في الحياة.
تُكتسب النزاهة بسنوات من الجهد ولا تُشترى، وتصبح جزءًا منك وتجعلك في النهاية شخصية رائعة.
عليك أن تعمل بجد لترسيخ النزاهة في نفسك، وموقفك الثابت والإيجابي تجاه الحياة، والاتساق في شخصيتك، والتعامل المتسق مع القيم الأخلاقية التي تنبع من ايمانك بهذه القيم المترسخة في شخصيتك مع جميع الأشخاص الذين تقابلهم، تجعلك شخصا نزيهًا.
فالإنسان يحتاج إلى التمسك بالقيم الأخلاقية العالية لتحقيق النزاهة، وعندها فقط يمكنك أن تصبح شخصًا يثني عليه الجميع وبنزاهته.
في هذا المقال عن النزاهة أسلوب حياة، نُعَرّف النزاهة بأنها كل ما تفعله أو تقرر فعله عندما لا يكون أحد في الجوار. يُحَدد الصدق في عملك انت وحدك، ونوع الشخص الذي أنت عليه، ونوع القرارات التي تتخذها عندما لا ينظر إليك أحد. فالنزاهة تتطلب إحساسًا داخليًا بالكمال واتساق الشخصية، عندما يكون شخص ما نزيه، يجب أن نرى ذلك من خلال أقواله المتسقة مع تصرفاته، وقراراته، وطريقة تعامله مع الاخرين. عندما تكون كامل ومتسقً مع نفسك، يوجد واحد منك فقط. أنت تحضر نفسك الواحدة أينما كنت، بغض النظر عن الظروف. أنت لا تتخلى عن جزء من نفسك لأنه يجب ان تكون نفسك كل متكامل في جميع الأماكن والمواقف. ليس لديك "نفسك العاملة “امام الناس الغرباء، و "ونفسك العائلية"، في اسرتك و "ونفسك الاجتماعية " مع اصدقائك وزملائك. أنت (أنت)، طوال الوقت لا تتغير بتغير دورك، او مكانتك، تكون نفس الشخص في جميع المواقف والظروف، لا تلبس الأقنعة المختلفة لشخصيات مختلفة. اذا نجحت بذلك تكون النزاهة جزء منك وتصبح النزاهة أسلوب حياة.