منذ اليوم التالي لإعلان الإسلاميين قرار مقاطعتهم للانتخابات, قيل أن قراراً حكومياً غير مكتوب صدر بوقف حملة هجوم كانت على وشك البدء موجهة ضدهم, وسبب ذلك إعطاء فرصة للتراجع.

الحكومة تريد أن تخوض تجربة مؤقتة في العقلانية, والعقلانية المؤقتة تكون أقرب إلى "تطويل الروح" منها إلى العقلانية الحقيقية, وبحسب المواصفات الأردنية لطول الروح, لا بأس من أن "يَفْلَت" أحد طويلي الروح المستجدّين ويعلن أنها "فاضت معه", وهو ما حصل فعلاً, فهناك مسؤولون لم يتمالكوا أنفسهم وأعلنوا أن أمر المقاطعة عموماً غير ذي بال وسارعوا إلى تقديم توقعات إحصائية بحجم الأصوات التي يمكن أن تقاطع أو استحضار تجربة عام 1997 في المقاطعة.

جهة ما في الحكومة تريد رفع شعار "خلي العقل منك", ولكن الحكومة ذاتها وهي تنفذ ذلك لم تستطع إخفاء مشاعرها بأنها "جاية على حالها" فيما تتخذه من اجراءات.

مجمل هذه المواقف -ومرة أخرى بحسب المواصفات المعتمدة في البلد- تعني أن على الجميع أن يحذر من المقبل, ذلك أن هناك مدة محددة لتطويل البال, وأن "الجية على النفس" ليست مفتوحة إلى الأبد زمنياً, وأن فكرة "خلي العقل منك" لا تمنع احتمال التحول إلى مرحلة أخرى عنوانها "ترى عقلي شقفة".

كما تلاحظون, يوماً بعد يوم تتكثف مظاهر نضوج التجربة الديمقراطية في البلد.

ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
العرب اليوم