لانبوب النفط العراقي عبر الاردن حكاية وفصول كان اخرها نهاية عام ٢٠١٢ عندما زار الاردن وفد عراقي رفيع برئاسة رئيس الوزراء العراقي انذاك نوري المالكي ،وخلال اجتماع الطرفين طرح المالكي فكرة الانبوب او احياء المشروع وتحدث بحماس عنه ووصفه انه يحقق للعراق مصلحة كبرى مثلما يحقق للاردن مصلحة .
المالكي قال ان المشروع يخدم العراق في تصديره للنفط حيث ان الاردن هو المنفذ الافضل للعراق لان سوريا كانت في حينه في وضع امني وسياسي صعب كما ان العراق لايريد التصدير عبر الميناء القريب لايران بسبب الوضع السياسي غير الامن بين ايران وامريكا والغرب حيث قال ان هناك احتمال لتعرض ايران لعمل عسكري وبالتالي فان تصدير النفط العراقي عبر ميناء العقبة هو الخيار الافضل والامن .
ماقاله المالكي في عمان كان سعيا لمصلحة عراقية مباشرة يتحقق عند تنفيذها مصلحة اردنية ،والمالكي احد حلفاء ايران واتباعها في العراق اعاد طرح فكرة الانبوب لانه كما قال لم يجد ارضا ودولة امنة يضمن من خلالها تصدير النفط العراقي الا الاردن ،فسوريا كانت خيارا غير ممكن ،واي ميناء عراقي قرب ايران غير امن ،وكان الحديث حينها عن البدء فورا بخطوات التنفيذ ،لكننا اليوم وبعد عشر سنوات من زيارة المالكي نجد المشروع لم يتقدم خطوة لانه وجد اعاقات كبيرة من جهات في العراق تعتقد أن الانبوب خدمة يقدمها العراق للاردن دون ان يدركوا انه مشروع لخدمة تصدير النفط العراقي يحقق فائدة للاردن لكن اصل المصلحة عراقية .
مؤخرا تم اتخذ توجهات او شبه قرار بتجميد عملي للمشروع في العراق تحت عناوين الدراسة والبعض كان يقول ان العراق سيدفع مليارات ،وهذا صحيح لكن اصل المشروع ان العراق سيدفع لبناء انبوب يخدم تصدير امن للنفط العراقي ولن يدفع لتزويد الاردن بالنفط فقط .
ليس تشاؤما القول ان المشروع تتضاءل فرص تحقيقه ليس لاسباب مالية بل لاسباب تتعلق بقناعات لدى بعض القوى في العراق انهم لايريدون خدمة الاردن متناسين اصل الحكاية وانه مشروع لخدمة العراق ،ومن الطبيعي في ظل التركيبة السياسية في العراق ونفوذ قوى اقليمية على القرار السياسي العراقي ان يحدث ما حدث، رغم ان من طرح المشروع على الاردن قبل عشر سنوات كان حليف ايران ،لكن ربما يكون تحسن الوضع في سوريا، وايضا تحسن علاقات ايران مع الغرب وموقف البعض من الاردن وراء مالحق بالمشروع من بطء في التنفيذ ومن ثم تجميد الفكرة .