ذات مبتلاة تتلألأ فوق رحاب الأرض في عزة مبتغاة. تسمو في أخلاقها لتعانق أبواب السماء. وتكسو جبال الأرض وسهولها وهضابها بأنس الحياء. وتتواضع مطفئة كل كبرياء وجبروت مع غروب الشمس وقرب المساء.
وتأبى التكبر والتجبر على اقران مثلها تنتفي أمامها كل طيات الازدراء. وتقول تبا لأنفس طغت ولم تعرف جل الحياء.
وتقول ليت شعري لو لم أعرف زلات ولا طرفات تذهب في الهباء.
تعلو الهمم وتتكاتف لتنشر خلقا لم يعتريه الجفاء. وقلوب خاشعة لم يطالعها صدأ البلاء. وتهذيب وسمات كريمة لا يعرفها إلا البلغاء الذين تحلو بالصبر وحكمة اللقاء.
زهد وعيش كريم في تواضع ونقاء وراحة ورضا لا يعرف إلا الصفاء وانوار مبشرة تتفتح أمامها عيون عمياء.
خلود على بساط الشهامة ونبذ الكره ولفظ البغاء وسطور من المحبة يمحى بها كل جفاء.
تجاوزت سخف السلوك ومعاداة الغرباء وقربت كل بعيد حتى أصبح جنبا إلى جنب مع الشرفاء ولا تخفي ودا ولا تدخر حبا لكل الاتقياء.
تلك الأنفس التليدة الباقية مع طول الرجاء وتسمو في زحمة وعتمة الليل لتصافح كل ذات حزينة ناءت بنفسها عن الخيلاء.
ليتنا نفيق ونصحو وكل ذات تخلد سمعة من طيبة الكرماء وعشرة وافية جامعة لكل الغرباء.