حماية للحقوق، ضمان لأمن واستقرار المجتمع
طالعتنا مديرية الأمن العام منذ مطلع شهر رمضان الفضيل ، بتنظيم إفطارات ، جمعت عدد من النزلاء بعائلاتهم في مختلف مراكز الإصلاح و التأهيل ، بهدف تمكين النزلاء من الإجتماع مع ذويهم و معايشة اجواء رمضان على موائد الإفطار،
و تأتي هذه المبادرة تحقيقاً لأهداف إستراتيجية الإصلاح و التأهيل التي أطلقت عام 2014 ، بناء على التوصيات الصادرة عن المركز الوطني لحقوق الإنسان في تقاريره الدورية حول أوضاع مراكز الإصلاح و التأهيل ، وقد ارتكزت اهداف الإستراتيجية الى مبادىء حقوق الإنسان وجاءت وفقاً للمعايير و المواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان ، للحفاظ على الكرامة الإنسانية للنزيل و التي كفلها له الدستور الأردني أيضاً.
و قد اُعتُمدت العديد من المحاور في مرحلة إعداد الخطة و التي منها الحد من الجرائم ، تقليل نسبة العود الجرمي بهدف خلق بيئة إصلاحية آمنة ، رفع الكفاءات في مراكز الإصلاح ، كونا جزء لا يتجزأ من منظومة العدالة في جميع دول العالم ، بالإضافة الى زيادة نسبة النزلاء في مراكز التدريب المهني بمراكز الإصلاح
من خلال إتباع سياسة تأهيلية حديثة تهدف الى أنسنة العمل الإصلاحي ، من خلال إستهداف النزلاء ببرامج إصلاحية شاملة تُعنى بتحسين مسلكيات النزلاء و تدعمهم في العودة للإندماج بالمجتمع الخارجي بعد إنقضاء فترة محكوميتهم وتقديم الرعاية اللاحقة لهم.
فالدولة الأردنية موقعة على العديد من المواثيق الدولية المعنية بحقوق النزلاء سواء من ناحية الحق في المعاملة الإنسانية ، او في الحقوق الأخرى كالحق في الحفاظ على التواصل و الإتصال مع العالم الخارجي ، و الحق في التعليم و النثقيف و الحق في العمل و التأهيل المهني ، كذلك الحق في التهذيب الديني ، و التزام الدولة بكفالة هذه الحقوق يعكس مدى حرصها على إنجاح السياسة العقابية و التي قوامها عدم معاقبة النزيل مرتين ، المرة الأولى بسبب إرتكابه للجرم ، و مرة أخرى داخل مكان الإحتجاز .
و قد استطاعت مراكز الإصلاح و التأهيل الى حدِ ما العمل على ترجمة أهداف هذه الإستراتيجية الى واقع عملي و مشاريع عدة ، فقد راعت الإلتزام بالحق في التعليم ، من خلال تقديم التسهيلات للتزلاء الراغبين في التقدم لإمتحان الثانوية العامة ، كذلك اوعزت بتقديم الدعم للناجحين منهم في الحصول على بعثات لإتمام دراستهم الجامعية
كذلك عمدت الى إنشاء عدة مشاريع بمراكز الإصلاح و منها مصنع لإنتاج القهوة و معمل آخر لإنتاج الحلويات ، و تجهيز مشاغل للخياطة ، و و مشغل لصناعة الكمامات و مشغل لصناعة و صيانة بوابات التعقيم.
بلإضافة الى إنشاء مراكز حرفية لتعليمهم بعض المهن و الحرف اليدوية ، و قد أقيمت في الآونة الأخيرة للنزلاء عدة معارض( صنع بعزيمة ) لعرض منتجاتهم و بيعها
بهدف تحفيز النزيل على العمل و الإنتاج مما يسهم بإكتسابه مهارات تدعمه معنوياً و مادياً و تدر عليه دخلاً ثابتاً يستطيع من خلاله إعالة نفسه و اسرته أثناء قضاء فترة محكوميته و يساهم بشكل كبير في ابعادهم عن طريق الإنحراف ، كذلك العمل على سرعة ادماجهم بالمجتمع بعد الإفراج عنهم ،
كذلك تم إطلاق أول متجر الكتروني يعتبر الأول من نوعه في المنطقة لعرض و بيع منتجات النزلاء و غيرها من المشاريع التي تهدف الى أن لا تكون مراكز الإصلاح مجرد مكان لقضاء العقوبة بل مكاناً لإعادة إصلاح و تإهيل النزيل لضمان عدم عودته للجرم مرة أخرى .
(الدستور)