هل تمتلك الأحزاب الجديدة والقديمة، العقائدية منها أو الخدماتية الجدية في أفكارها، والجاهزية في برامجها، وتتحمل مسؤولياتها في إقناع المواطنين بها ؟! وهل تعلم الأحزاب الجديدة والقديمة أن مشوارها طويل في إعادة ترميم وبناء الثقة بالعمل الحزبي ، أو بناء قواعد حقيقية نابضة غير مزيفة .

يجب أن تناضل الأحزاب من أجل إيصال أفكارها وبرامجها للمواطنين ، فمحرك ووقود هذا النضال هي البرامج الحقيقية والواقعية، والنخب الواعية الصالحة، واستدامة البرامج الحزبية، فلن تصمد الأحزاب الكرتونية عقائدية أو خدماتية كثيراً، ولن تستطيع أن تقدم قراءات ومعالجات جديدة وحقيقية، أو الوفاء بتعهداتها وتنفيذ برامجها؛ إن لم تكن مبادؤها وأفكارها وبرامجها عميقة أصيلة تغطي جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها.

الأحزاب لا بكثرتها وأسمائها، بل ببرامجها الحقيقة الجادة وتعبيرها عن الهم العام بشكل واضح وصادق، فهي منارة وطريق الإصلاح الحقيقي على جميع الأصعدة، ومن الضروري أن تكون لدينا أحزاب قوية جدية تعمل وفق مبادئ وبرامج تمتاز بالشمول والإيجابية والمسؤولية ، تؤمن بالعمل الديمقراطي، وتسعى إلى معالجة وتصويب المسار في الشأن الأردني الداخلي أو الخارجي ما أمكن . فالحزب أكبر من تجميع عشرات من الأسماء الرنانة، وجلسات هنا وهناك وحزمة مبادئ وبرامج مستهلكة وعمومية ومتكررة واعتيادية شكلية ومنسوخة عن حزب آخر مع تغير ببعض الكلمات ، ولا حشد وتجميع أعداد من أجل معارك وانتصارات صغيرة وسريعة زائفة تعظم بها ذاتية وأسطورة رموزها المهترئين .

يمكن القول إن ما نريده اليوم وليس غدا هو أحزاب طموحة، تحمل فلسفة حقيقة واقعية، قادرة أن تحاور المواطن وتقنعه، تدافع عن برامجها ومبادئها وأعضائها بشجاعة، وتضم النخب الصالحة والحصيفة والواعية المقنعة ذات الامتداد الحميد بين المواطنين.

نرجوك أيتها الأحزاب الجديدة والقديمة، العقائدية أو الخدماتية؛ ابنوا ما دمره الأشرار ، وحاولوا أن تقنعوننا وتقدموا لنا نموذجا مختلفا إيجابيا وبسيطا يساهم في التصويب والمعالجة والبناء، وبثوا فينا روحا جديدة وتفاؤلا، لنبدأ به رحلتنا الجديدة ، امنحونا التفاؤل وكونوا قدوتنا، ولا تعاملونا كصوت انتخابي أو جسر للعبور، فالحزبي أول من يضحي وآخر من يستفيد ، لا تخذلونا ، فليس لدينا متسع من الوقت ، ولم يبقى من الزمن إلا ميلين فشدوا الأحزمة.