تقول الحكاية، التي تصلح لكل زمان ومكان، أن سيدا قديما أنجبت زوجته ولدا لم يكن له سوى أذن واحدة، بينما كان مكان الأذن الأخرى مغلقا ومسدودا.
بالتأكيد فقد غضب السيد القديم، ثم مال إلى الاكتئاب، وهو يرى فلذة كبده مشوها. مستشار السيد لاحظ هذا التغير في مزاج سيده وولي نعمته، فبادره السيد بالقول:
- يا مستشاري العزيز.. اليوم ولدت زوجتي ولدا سيخلفني.
- ألف ألف مبروك يا سيدي فلنعلن الأفراح والليالي الملاح.
- اسكت يا مستشاري ولا تعلن شيئا، فقد ولد ابني الوحيد بأذن واحدة فقط.. بالتأكيد سيتحول إلى أضحوكة للعباد.
طلب المستشار الأذن بالخروج من مجلس الملك، ثم عاد بعد قليل وهو يضع محرمة ينز منها الدم على إحدى أذنيه.
- ماذا فعلت بنفسك يا مستشاري العزيز؟
- لقد قطعت إذني يا سيدي
- وماذا يفيدني هذا يا أحمق؟
- لن يشعر ابنك بالغربة
- وكيف ذلك.
- تعلن قانونا جديدا للعقوبات.
- وما فحوى هذا القانون الجديد؟
- العين بالأذن والسن بالأذن والنفس بالأذن.
- وماذا يعني هذا؟
- السارق تقطع أذنه بدل يده، والفاسد تقطع أذنه والمجرم تقطع اذنه، المديون تقطع اذنه....
- لا تكمل يا مستشاري العزيز.. لقد فهمتك لقد فهمتك.
وهكذا، وعلى مدى سنوات، صار الكثير من أبناء الشعب من مقطوعي الأذن، وما أن استلم «أبو اذن مقطوعة» مكان والده بعد عمر طويل، حتى صارت عملية قطع الأذن عادة طبيعية عند الناس يجزّون أذانهم بعد الولادة، ويحتفلون بذلك، كما يحتفلون بطهور الأولاد.
بعد فترة مرت قافلة تجارية من تلك الإمارة، ودخلت بين الناس، الذين اجتمعوا حول أفراد القافلة، وهم يضحكون ويستهزئون منهم:
- انظروا إليهم... كل واحد منهم بأذنين وليس بأذن واحدة.. أنهم اثنان في واحد.. أذنان بتذكرة...............ههههههههههههههههههههه هوووووووووههههههههههههييييييييييييي.
انتهى المقال .... عن أذنكم!!.
الدستور