محمد جميل عبد القادر العشا الذي ورد اسمه بين الاشخاص الخمسة المشتبه بهم والموقوفين في اطار محاولات الاعتداء الفاشلة في لندن وغلاسكو في بريطانيا طبيب جراح اردني يبلغ من العمر 27 عاما ضعيف البنية هادىء الطباع، بحسب عائلته.ويقول عنه والده جميل عبد القادر العشا المدرس المتقاعد الفلسطيني الاصل من الخليل في الضفة الغربية "ابني ضعيف البنية ولم يكن يمارس الرياضة في حياته، انه انسان هادىء نادرا ما كان يعتريه الغضب".
والشقة التي ترعرع فيها العشا متواضعة في الطابق الثالث من عمارة تتألف من ثلاثة طوابق تقع في منطقة شعبية يطلق عليها اسم جبل الزهور شرق عمان.وتبين صورة محمد رجلا شابا هزيلا شعره اسود يلبس نظارات طبية ويقول عنه والده انه "يحمل رأس مفكر".
وتظهر صورة اخرى لمحمد وهو يرتدي قميصا بيضاء وربطة عنق وهو يتسلم شهادة الدبلوم من الملكة نور ارملة ملك الاردن الراحل الحسين بن طلال والد العاهل الاردني الحالي الملك عبد الله الثاني التي كانت ترعى مدرسة اليوبيل وهي مدرسة خاصة بالمتفوقين التي درس فيها محمد.
ويقول والده "لقد تم قبوله في مدرسة اليوبيل لانه حاز على درجات متميزة".
واضاف "لقد حاز على ثالث اعلى علامة في المملكة في الدراسة التوجيهية (البكالوريا) ما أهله الحصول على منحة لاكمال دراسته الجامعية في عمان".
واوضح ان "محمد لم يكن يهتم سوى بالدراسة وكان لامعا. فقد كان لديه طموح بأن يصبح جراحا بارعا ولم يكن يهتم بالمسائل السياسية. لم يكن حتى عضوا في اتحاد الشباب ايام الجامعة"، مؤكدا ان محمد "ليس ضالعا في اعتداءات" بريطانيا.
وتابع "محمد انسان مؤمن مثلنا جميعا لكنه بالتأكيد ليس متطرفا".
وردا على سؤال حول ما اذا كان محمد يقضي اوقاتا كثيرة في المساجد، قال والده "لم يكن لديه الوقت لهذا، فقد كان يطالع طول الوقت".
وبحسب جميل العشا فأن ولده حصل على دبلومه من كلية الطب في الجامعة الاردنية عام 2004. بعدها عمل فترة تدريبية لعدة اشهر في مستشفى الجامعة الاردنية لغاية شباط/فبراير من عام 2005.
وتزوج محمد من مروه دعنا خريجة الجامعة الاردنية قسم المختبرات الطبية في عام 2004 ثم غادرا معا الى بريطانيا في عام 2005 لكي يتخصص في جراحة الاعصاب. وللزوجين طفل يبلغ من العمر سنتين ونصف سنة اسمه أنس.
واضاف "في كل مرة كنا نتحدث فيها معه كان يقول لنا كم هو سعيد في بريطانيا وكم هم يحسنون معاملته ولم يكن يشعر بوجود اية مشاعر سلبية تجاهه كمسلم وعربي بل على العكس تماما".
والاثنين وبعد سماعه بعملية الاعتقال حاول الاب جميل العشا الاتصال ولعدة مرات بولده على الهاتف النقال دون فائدة.
وقال "لقد كان هاتفه مقفلا لذلك انتابني شعور بالقلق وكلما كان الوقت يمر كلما كان يقيني يزداد بأنه هو الشخص الذي تم اعتقاله".
واثر ذلك توجه الاب جميل العشا الى وزارة الخارجية الاردنية مستقصيا عبثا عن اخبار ولده.
وفي شقة العائلة كان اشقاء محمد الخمسة بينهم طبيبان ومهندس وشقيقتاه بالاضافة الى والدته ووالده ينتظرون الاخبار.
وردد جميل العشا "انهم مخطئون. سيكتشف البريطانيون أنهم مخطئون فابني محمد بريء".
...........................................................................................
*الصحافية رندا حبيب مديرة مكتب وكالة الانباء الفرنسية في الاردن .