في العملية العسكرية الروسية الخاصة الإستباقية الدائرة رحاها في شرق أوكرانيا والتي بدأت بتاريخ 24 شباط المنصرم أولا في مناطق مدينة (خاركوف) شرقا، وفي محيط العاصمة الأوكرانية ( كييف ) غربا والتي يحلو للغرب الأمريكي بتسميتها حربا طويلة المدى بهدف استزاف روسيا واضعاف دورها السياسي الدولي ولتشجيع شعوبها الروسية متعددة القوميات للثورة على نظامهم السياسي في موسكو عبر عقوبات اقتصادية متكررة برتقالية الطابع واشراك دول عالمية عديدة فيها وفي مقدمتها الأوروبية وبعد مرور قرابة شهرين على المعركة والتي تحولت على مايبد ولحرب شوراع في مناطق ( ماريوبل والدونباس عموما ) في الجناح الأوكراني الشرقي وتحديدا في مناطق الإقليمين المستقلين ( الدونباس ولوغانسك)عرفنا بأن موسكو فعلا وقولا لا تستهدف الرئيس الأوكراني ( الفنان الساخر سابقا ) وكاتب مسرحية )الحرب مع روسيا بالتعاون مع الغرب (، وهوما ورد على لسان مدير المكتب الاعلامي لقصر الكرملين الرئاسي دميتري بيسكوف وعلى لسان وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف في وقت هو فيه (زيلينسكي) ظهر متخبطا ذات اليمين وذات الشمال تارة مع الحرب وأخرى مع المفاوضات ومنها المباشرة مع الرئيس بوتين وهي الممكن أن تحصل افتراضيا أو مباشرة وبشروط (موسكو) فقط المطبوعة والموقعة من قبل ( زيلينسكي) سلفا ومثلما هي (موسكو) لا تستهدف زيلينسكي بواسطة اغتياله كما يشاع وهوغير صحيح وخارج حسابات المنطق ولا عبر الإستغناء عن خدماته عبر اقالته مثلا فإن الغرب الأمريكي خاصة أمريكا وبريطانيا معنيون ببقائه رئيسا ودمية بيدهم تماما كما ذكرت الصحفية الأمريكية ( لارا لوجان ) لصحيفةfox nations) ) وبهدف تضييق الحصار على روسيا الاتحادية الناهضة عسكريا في قوة النار لدرجة وصلت الى فوق النووية القادرة على مواجهة حلف ( الناتو) مجتمعا عندما ينادي الوطن الروسي وأمنه وسيادته وصاروخ باليستي جديد بإسم (سارمات) اعلن عنه وزير دفاع روسيا (سيرجي شايغو) حديثا بتاريخ 20 نيسان الجاري بوجود الرئيس فلاديمير بوتين بهدف حماية أمن روسيا من الاعتداءات الخارجية .

وتصريح جديد أيضا للرئيس بوتين حث فيه وزير دفاعه شايغ ولعدم زج جنود بلاده روسيا في موضوع اقتحام مصنع " أزوف " في مدينة (ماريبوبل ) شرق أوكرانيا والاكتفاء بمحاصرته بإحكام شديد وهوالذي تختبيء بداخله العناصر المتطرفة العدوانية. وصور وفيديوهات حقيقية انتشرت تعكس حسن معاملة الجيش الروسي في شرق أوكرانيا لأسرى فصائل " أزوف " المتطرفة لدرجة الفاشية (حسب تعبير موسكو) وكذلك الأمر لأسرى الجيش الأوكراني عبر تقديم وجبات ثلاثة لهم والعلاج اللازم والكتب والمحاضرات وتأمينهم بالإتصالات مع ذويهم وتزويدهم بشاشات التلفزة التي تظهر لهم الحرب التي يشنها الجانب الأوكراني وبالتعاون مع الغرب ومواجهة العملية الروسية العسكرية الخاصة لهم بهدف تحرير الشرق الأوكراني من عدوان " أزوف " التي تتقدم الجيش الأوكراني والهدف متوسط المدى هو اصلاحهم .

والخطوة الروسية هذه ليست عدوانية ولا إحتلالية ولا تستهدف العاصمة " كييف " والمفاوضات الروسية – الأوكرانية التي جرت أثبتت ذلك وحتى لا يذهب المراقبون بعيدا فإن الشعبين الروسي بكامل قومياته والأوكراني المجاور والمتداخل هما في نهاية المطاف شعب واحد شقيق ومتداخل حتى في العادات والتقاليد وفي تفاصيل الحياة الواحدة وعلى إمتداد العائلة السلافية الواحدة والسوفيتية السابقة كذلك والقيصرية في العمق السحيق البعيد .

ولولا انقلاب عام 2014 الدموي وبالتعاون مع أمريكا تحديدا في " كييف " العاصمة بعد أحداث ميدانها لبقيت صورة سيادة أوكرانيا واستقلالها متكاملة ولبقيت شبه جزيرة ( القرم ) في مكانها داخل السيادة الأوكرانية منذ أن ضمها لها الزعيم السوفيتي ( نيكيتا خرتشوف) عام 1954 لأسباب اقتصادية ومائية ولبقي الشرق الأوكراني ضمن السيادة الأوكرانية أيضا لكن هيهات؟! إنها المؤامرة ومعركة المصير وثمنها الباهض إعادة ( القرم ) لتاريخه الروسي منذ أن كان كذلك منذ زمن الأمبراطورة يكاتيرينا الثانية عام 1783 وقبل هدية خرتشوف للقرم لأوكرانيا التي إستمرت حتى في الحقبة الرئاسية (البوتينية) منذ عام 2000 التي سبقت انقلاب ( كييف 2014 ) وعلى مدار ستين عاما وهوالذي تسلل من خلاله التيار البنديري المتطرف الى وسط النخبة الحاكمة هناك وهوالمعروف بجذوره الهتلرية التاريخية وسط الحرب العالمية الثانية 1939 1945 .

والان ومنذ اندلاع العملية العسكرية الروسية الوقائية والإستباقية والهجومية ذات الوقت في الداخل الأوكراني وأمريكا وبريطانيا وعموم الغرب لاينامون الليل ويحيكون المؤامرات ويرسلون السلاح الوفير والمال الكثير وبسخاء ملياري ومليوني ( أكثر من 6 مليارات و300 مليون دولار ) وبشكل ملاحظ وتحت علامة إستفهام كبيرة والهدف ليس إستعادة سيادة أوكرانيا وإستقلالها التي حصلت عليه عام 1991 بعد انهيار الأتحاد السوفيتي وإنما لإزعاج ( موسكو) من خلال توجيه عقوبات اقتصادية وسياسية ولوجستية مبرمجة وبمشاركة شبكة أصدقائهم في العالم ومن غير احتساب الضرر الاقتصادي الكبير خاصة في مجال مادة الغاز بعد خسران المانيا وأوروبا لمشروع الغاز ( 2 ) الروسي الذي بلغت تكلفته 11 مليار دولار والدخول في معترك تشنيج اقتصاد العالم والحاق الضرر بالعمليتين الغربيتين ( الدولار واليورو) الذي قابلهما العملة الروسية ( الروبل ) الذي بدأ يسجل صعودا ملاحظا في سعر تصريفه بالأسواق العالمية الى جانب ( اليوان ) الصيني وتركزت سياسة الشرق على ربط العملة الوطنية بالمصادر الطبيعية مقابل بقاء عملات الغرب ورقية فقط. والعالم بدأ يجنح نحوتثبيت الأقطاب المتعددة ولقد أصبح المكان ضيقا أم حراك العالم الأول بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية المحرضة لدول العالم وفي مقدمتها ( اسرائيل ) لمعادات روسيا الاتحادية خارج المنطق ومعلومة مفادها رفض ( موسكو) الإستجابة لمكالمات المتحدث بإسم ( البنتاغون- جون كيري ) معها بتاريخ 13 نيسان الجاري .

وما يشاهده العالم عبر محطات التلفاز الفضائية من دمار للبيوت في غرب وشرق أوكرانيا سببه المباشر تحويل المناطق السكنية من قبل الجيش الأوكراني وفصائل " أزوف " المتطرفة الى دروع بشرية وقصف الجيش الروسي المحرر لأوكرانيا من نوافذ وأسطح المنازل وسوف تعمل روسيا على اعادة بناء المساكن التي تضررت والأجدر بالغرب أن يدفع بإتجاه الحوار والتفاوض ويساعد على إعادة بناء المناطق المنكوبة في أوكرانيا بدلا من تسليحها واغراقها بالدمار من جديد. والعملية الروسية العسكرية ماضية حسب مخططها ورغم محاولات الغرب اعاقتها وتشويه صورتها وشيطنة روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين الزعيم الروسي والعالمي الحكيم لإخلاصه لوطنه روسيا ولقضايا العالم العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وبالمناسبة روسيا تتصدر دول العالم العظمى في وقفتها مع فلسطين وشعبها المناضل وتتحدث سياسيا كما العرب بضرورة بناء دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية بعد إعادة ( اسرائيل ) لحدود الرابع من حزيران لعام 67 . وصحيفة ( عاجل ) الإلكترونية بثت محاولة لعصابات ( داعش ) الإرهابية لإختراق شبه جزيرة القرم للتسبب في تدمير سكة حديد (سيمفيروبل ) والمعروف بأن (داعش ) صنيعة أمريكية وسبق لهيلاري كلينتون وزيرة خارجية أمريكا الأسبق أن كشفت النقاب عن ذلك في كتابها ( الخيارات الصعبة 2009 2013 ) .

والملاحظ في أيامنا هذه هوانكشاف ملف المؤامرة الغربية الأمريكية المتعلقة بالملف الأوكراني ذات العلاقة بتقريب حلف ( الناتو) العسكري من أوكرانيا وإنتاج (قنبلة نووية) مبكرة والتطاول على اقليم ( القرم ) لمكانته الإستراتيجية بهدف إعادته ليس لأوكرانيا ولكن للأسطول السادس الأمريكي لكي يرسو في مياهه وضم شرق أوكرانيا ( الدونباس ولوغانسك ) بقوة السلاح لقطع العلاقة الرابطة بين الإقليمين، وروسيا الإتحادية خارج حسبة الترابط الديمغرافي المتين بين روسيا وسكان شرق أوكرانيا وشجعت أمريكا ومعها بريطانيا وعموم الغرب على مواصلة قصف ( كييف ) - جيشا و" أزوف " لشرق أوكرانيا منذ ثماني سنوات والتسبب في مقتل أكثر من 14 الفا من مواطنيه وأطفاله والإبقاء على الكثيرين منهم في الملاجيء والتشرد .

وكل الأكاذيب الإعلامية الغربية التي رافقت الحرب – العملية العسكرية الروسية منذ إندلاعها انكشفت تباعا ولم تنطلي الا على بسطاء الناس وسط الرأي العام لفترة من الزمن وفي مقدمتها شروع روسيا لإحتلال أوكرانيا و( كييف )ولإحتمال إستخدام روسيا للسلاحين الكيميائي والنووي المخفف ضد الجيش الأوكراني و "أزوف" وعموم الأوكران ونجاح الجيش الأوكراني في قصف الأسطول الروسي النووي في البحر الأسود بصاروخين من نوع (نيوترون ) وإغراق احدى سفنه وممارسة روسيا لحرب الإبادة وهي التي رفض كل من رئيس فرنسا ماكرون ومستشار المانيا شولتس الإقرار بها .

ولقد بات من الواضح بأن العملية العسكرية الروسية النظيفة لنسبة مئوية مرتفعة أصبحت تدور رحاها في الدونباس وتحديدا حول مصنع " أزوف " الذي تحول لحصن لفصائل التطرف والتي قوامها 2000 مقاتلا وموسكوتفضل لهم الإستسلام بدلا من تعريض أنفسهم للتصفية وأملنا كبير بأن تنتهي الحرب والعملية العسكرية الروسية بعد انتهاء مهمتها مع قرب مناسبة عيد النصر على الفاشية القادم بتاريخ 9 أيار 2022 والتي ستحتفي به (موسكو) بعرض عسكري مهيب، وباقي معظم المنظومة السوفيتية السابقة أيضا كما جرت العادة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 التي حقق بها السوفييت نصرا كاسحا على النازية الهتلرية ورفعوا معا علمهم المشترك فوق ( البرلمان الألماني – الرايخ ) .