سلطات الاحتلال في فلسطين منذ نشأت تعتمد في تنفيذها لخططها في الإستيطان وفي الاستحواذ على الأرض والأماكن المقدّسة على سياسة الخطوطة خطوة في بداية تنفيذها لأحد قراراتها الرئيسية والتي قام عليها هذا الكيان.
بداية.. يمرّرون مستوطن فاثنين ثمّ ثلاثة إلى ساحات المسجد الأقصى وينتظرون ليروا ردود الفعل.. يقوم شباب القدس بمحاولة منعهم لكن يواجهون أرتالًا من شرطة الإحتلال.. بعدها؛ استنكارات تنديدات خجولة من دولة عربية من هنا وأحيانًا قليلة... من هناك.. بعدها يرسلون عشرة فخمسة عشر بحماية الشرطة.. يقوم أهل القدس الأبطال الذين يحملون واجب حماية هذه المقدّسات برجم هؤلاء بالحجارة وسط الرصاص والضرب والإعتقال.. تشتد (قليلا) عبارات الاستنكار والتنديد من ناطق مجهول باسم وزارة خارجية من هنا وأحيانًا... من هناك. يرسلون ثلاثين مستوطنًا فخمسين فحافلات بها العشرات... ثمّ المئات بحماية جيش من الجنود ليقتحموا المسجد هذه المرّة..
نعود لبرنامجهم الذي نفذوه في المسجد الإبراهيمي في الخليل؛ حيث اعتمدوا هذه السياسة إلى حد وصلوا لهدفهم في غياب ردود الفعل... ردود فعل العرب والمسلمين؛ وهو وضع اليد عليه.. فقسموا الزمن بين أهل الخليل وبين مستوطنيهم، واليوم أغلقوه بوجه أهل الخليل في عيد الفصح خاصتهم. لم نسمع هنا لا استنكار ولا تنديد ولا هم يحزنون... بل تحزنون!.
هم يعتمدون ذات الأسلوب في المسجد الأقصى المبارك... سياسة الخطوة خطوة حتى... الإستحواذ الكامل.. نحن في خارج فلسطين نستنكر نندّد بلسان موظف درجة عاشرة في وزارة ما هنا... وأحيانًا هناك.. نلقي بالحمل على أهل فلسطين في الداخل في الضفة، وغزة... وضع آخر. يلقى أهل القدس وما حولها الضرب والقتل والإعتقال... بلا رحمة بوحشيّة.. الشباب يعتقلون بالمئات وهم يبتسمون يضحكون.. لم نر في حياتنا في تاريخ الدنيا كلّه معتقل يبتسم يضحك يرفع يده بعلامة النصر سوى هنا... في فلسطين.. ونحن نرفع أيادينا بالدعاء لهم ونحن... قاعدون.. نتابع ما تعرضه القنوات الفضائية عندما تشتد المقاومة لاتساع خطوات المحتل نحو الإستحواذ على المسجد الأقصى. المواطن العربي يقف مع أهله في فلسطين لكن.... لكن كبيرة..
الأردن و(وحيدًا) دائمًا كان يقوم.. بالإستنكار والتنديد والاحتجاج كل مرة. حتى جاءت الأخيرة في رمضان هذا؛ حين فرض الإحتلال وتحت مقاومة أهلنا في فلسطين؛ واقعا محرجا بل وخطيرًا وهو... وصول الإحتلال لمرحلة الهرولة نحو الإستحواذ بعد انتهاء مراحل الخطوة والفشقة؛ قام الأردن وعلى أعلى المستويات؛ بما يمليه عليه واجبه؛ فأثار الموضوع على نطاق الدول العربية والعالمية وعلى نطاق واسع شعر به أهل فلسطين أنهم ليسوا لوحدهم. هذا لا يكفي...
الإحتلال في حالة عدم اتخاذ اجراءات فاعلة؛ سيصل وقريبا إلى نهاية مرحلة الخطوة خطوة... إلى تقسيم المسجد زمانًا ومكانًا...فماذا نحن فاعلون؟!..
(الرأي)