نحجت الدبلوماسية الاردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني من صيانة حرمات الامة باماكنها المقدسة ومن الانتصار للارادة الفلسطينية التي انتفضت من اجل القدس عندما استطاع التحرك الملكي الهاشمي من وقف الحملات الاستفزازية التي تقودها قطعان المستوطنين في باحات المسجد الاقصى وذلك بعد تحرك دبلوماسي كثيف جاب اروقة بيت القرار الاممي في نيويورك وطاف معظم ارجاء العواصم المؤثرة في صناعة القرار كما واكب ذلك حركة سياسية دؤوبة شاركت فيها العواصم العربية والاقليمية والدولية ولقاءات سياسية كان اخرها زيارة الوفد الامريكي للاردن وهو الوفد الممسك بالملف الامني للمنطقة بقيادة عمرو هادي بزيارة بدأت بعمان وجاءت قبل اجتماع اللجنة الوزارية العربية حيث حملت رسالة طمأنة اكدت عبرها ان لا تغيير على الحالة التاريخية والقانونية للقدس الشريف وتأكيد ضمني على احترام الوصاية الهاشمية.

نجاح الدبلوماسية الاردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني كان له الكثير الانعكاسات على الصعيد السياسي والدبلوماسي والشعبي ظهرت من درجة الارتياح الشعبي الاردني الفلسطيني لهذا التحرك الملكي كما بينت على صعيد آخر مقدار الثقل السياسي الذي يتمتع به جلالة الملك في المجتمع الدولي كما العربي كما اظهر حجم التناغم الامني والسياسي الدبلوماسية الاردنية في قيادتها للمشهد بكل جوانبه لاسيما بعد التصريح السياسي العميق لدولة رئيس الوزراء بشر خصاونة في مجلس النواب الذي اثر على دوائر تأثير افقية هامة والقيادة المفعمة بالنشاط التي قادها الوزير الصفدي اثناء قيادته لعناوبن الملف.

ان الاردن وهو يرفع شعار (كلنا القدس ) في مواجهة قطعان المستوطنين وبعض الساسة المتصهينين فانه يؤكد سلامة موقفه وصلابة ارادته في الدفاع عن القدس ورسالتها لتبقى القدس مصانة من الاختطاف جامعة لكل الاديان تحتوى على مرجعية متوافق عليها ومتفق عليها مرجعيتها الوصاية الهاشمية التي ستبقى تقوم بدورها التاريخي والقانوني من اجل ان تبقى القدس فوق السياسية وفوق كل التباينات وتبقى القدس جامعة للحضارة الانسانية كما هي حاضنة لتعددية الثقافة للبشرية جمعاء.

فالوصاية الهاشمية ستبقى تشكل ذلك الحمى الذي يصون القدس ويقوم بحماية بدورها التاريخي من اية عبث او سياسية اختطاف يراد منها الغاء عميق لدور القدس الانساني لاختزاله بقضية منفعية سياسية ضيقة تبعد الرمزية الجامعة للقدس عن رسالتها التي حملها كاتب التاريخ وهذا ما يصان من خلال الوصاية الهاشمية التي تحمي مشاركة الجميع باداء شعارهم دون مضايقة او مغبة مساس بالشعائر الدينية او بالموروث الثقافي الانساني الذي تم المحافظة عليه من خلال احياء القدس الاربعة طيلة السنوات الماضية فلم يلغِ طرف شعيرة الطرف الاخر كما لم يقم مذهب بالفاء مذهب اخر فالقدس يحب ان تبقى بمنأى عن التجاذبات السياسية مهما كان لبوسها او دوافعها التي قد يسوقها البعض عبر عناوين بطولة كانت باثر رجعي او عناوين شعير كان قبل التاريخ فان السياق التاريخي واضح والنهج القويم الذي تشكل مرجعيته الوصاية الهاشمية بات محط اجماع وان رفض المساس بالوضع التاريخي والقانوني بالحرم القدسي الشريف اصبح يشكل عنوان مرحلة فالاردن كما قيادته برسالتها القويمة سيبقى يقول.. كلنا القدس.