"كأنك يا أبو زيد ما غزيت "
سهير جرادات
22-08-2010 01:46 PM
فرح الناس كثيرا بزيارة "أبو زيد "إلى المركز الصحي الشامل الأسبوع الماضي ، وسعدوا بأسئلته التي كان يوجهها للمراجعين عن مستوى الخدمة الصحية التي تقدم لهم ، والتأكد على عدم وجود أي تأخير أو تعطيل أو تشويش أو حجب للخدمات التي تمنح لهم .
واجمع المراجعون على عدم وجود أي شكوى على مستوى الخدمات ، فلا تأخير ولا مماطلة ولا تسويف في تقديم الخدمات الطبية والتمريضية ، لكنهم جميعهم اجمعوا على قول واحد " إن ما يؤرقهم ويزعجهم هو ؛ عدم توفر العلاجات بصيدليه المركز الصحي " .
بالمختصر .. " في معالجة لكن ما في علاج ".
انتظر مراجعو المركز الصحي طويلا لسماع إجابة أبو زيد ، وقبل أن ينتهي الوقت المخصص للرد على استفسارات المرضى ، بادر وزير القطاع الصحي الشهم ، وأستل قلمه والتقط ثلاث " رشيتات" ، ثلاث بالعدد ، كانت من حظ أشخاص إللي "أبو زيد خالهم "، ومهرها بتوقيعه ، المقرون بالعبارة السحرية " يصرف على نفقة التأمين الصحي".
خلصت الزيارة ، "وزى ما إجى راح"
سأل ، وما جاوب
طلبوا وما لبى
أخذ وما أعطى
حقيقة هذا ما جرى مع المواطن الأردني طيب القلب الذي سمع وصدق ، واعتقد بسذاجة أن "فرج " أجى ، حامل معه العلاج المطلوب ، لكن "فرج " غادر من حيث أتى ، وما "فرّج" همه ، سمع منه كلمات "شفافة" ولكنها غير "شافية ".
وروح " فرج وما جاب علاج
نتيجة الزيارة كانت ..
المواطن عارف وجعه .. وعارف علاجه ، بس ما في علاج في مراكزنا الصحية
المواطن عاض على وجعه وساكت
وآخ ما بحكي ، واحكي إن حكى ، مين سامعه ؟ وإن سمعه ! ما بعمله شي .
في المحصلة قرر المواطن الأردني أن يصرف لنفسه العلاج الأتي :
.. "احكي قبل الأكل بنصف ساعة ، وانسي اللي حكيته بعد ساعة"
" احكي قبل النوم ، وخلال النوم ، وبعد ما تصحى من النوم .. اطمئن ما حدا سامعك من القوم " .
ما فائدة الزيارات إذا ما في منها نتيجة ؟
بعد يومين من الزيارة ، مررت بهذا المركز ، فوجدت أن المشكلة ما زالت قائمة ، مواطن يصرخ بأعلى صوته ، ويتذمر من عدم وجود الكثير من العلاجات ، ويقف على بوابة الصيدلة حائرا ؛ ترتسم على وجه كل علامات الحسرة والألم .
والأهم من كل ذلك ، المواطن لا يبحث بنظرة عن أي مسؤول ، لأنه ببساطه لن يغير شيء .
وكما يقال : إن كنت تدري ، فتلك مصيبة
وإذا كنت لا تدري فالمصيبة أعظم
.........وطلعت يا أبو زيد كأنك ما غزيت
jaradat63@yahoo.com