نرى دائما في المسلسلات وخصوصاً العربية منها وضع الأغنياء والطبقة الارسطقراطية في المشاكل الصعبة والمرض والمصائب والمكائد وكأنهم يعيشون حياةً مليئةً بالشقاء والتعاسة.
فنرى الغني في المسلسلات مريضا أو يعاني من مشاكل صعبة الحل وكأنهم يريدون اقناعنا بانهم يعيشون بلا راحة لدرجة تجعلك تتمنى أن لا تكون فيها غنيا أو طموحا أو حتى أن تشغل عقلك.
يجملون الفقر ويصنعون من الفقراء ابطالا ويدسون الأفكار التي تجعل من الفقير الخارق للعادة الذي يعيش بسلام مع زوجته وابناءه وعائلته رغم ضنك العيش وقلة الحيلة وكأنهم يردون إقناعنا بأن الفقير قوي ولا يضيع حقه ويجب أن نعيش فقراء من دون قوة مادية تسهل علينا العيش.
حتى إننا صرنا عندما نتحدث عن شخص غني نقول : هذا نفسه بالفلافل أو بالحمص أو بقلاية بندورة ولكن لا يستطيع أكلها لانه يعاني من مشاكل صحية .. لا يا سيدي الغني يأكلها استمتاعا وليس لضرورة العيش ، بل تخطر في باله ويشتريها ويأكلها من أيدي أمهر الطباخين أيضا ، والمؤمن القوي الغني يحبه الله ، وليس كما أقنعتنا المسلسلات انه نصاب ويأكل الحرام والميراث الخ ... في الغالب !
الفكرة أن المسلسلات فعليا أفيون الشعوب والمخدر الأقوى على أفكارنا وسلوكياتنا في الحياة والقليل القليل منها يعكس الواقع لهذا أمتنا أمة ضعيفة مهلهلة مبنية على معتقدات وضيعة وافكار مسموم.