إنه أوان الخير والتكافل والمساهمة في الأمن الوطني
عاصم العابد
22-08-2010 06:14 AM
من يخرج كيلومترات قليلة خارج طبقته وحيّه الراقي، وإطار أصدقائه وأقاربه وأصهاره وانسبائه الموسرين، سيلمس حجم الحاجة والفقر، التي يتم مواجهتها بالستر والتعفف والنزر اليسير مما يجود به الخيّرون الأكرمون!!
لكن التعفف والتواري والتستر، إذ يحقق الكرامة ويحفظ العزّة ويسبغ على صاحبه نبل الفقراء وكبرياءهم، فإنه لا يقيم أودا ولا يشبع حاجة ولا يسد رمقا ولا يدفع فاتورة ولا يشتري علاجا ولا يكسو طفلا ولا يمسح على جبين محروم أو يتيم ولا ينصب مائدة لأسرة أرملة.
أدعو الموسرين والقادرين من أبناء وطني، الذين في قلوبهم تضامن وإحساس ورأفة وورع وعون، وهم كثر والفضل والحمد لله، إلى تلمس النقص والحاجة، في دائرة قطرها الوطن كله، والى الخروج للميدان، للمعاونة على مغالبة الفقر وتخفيف ضغطه وفكفكة إيلامه الذي يزداد ويستفحل.
وإذا كان من المستحيل قهر الفقر والانتصار عليه، فان من الممكن ومن الواقعي، قهر الجوع والسغب والنقص في الثمرات والأرزاق، وذلك بالانتقال من مرحلة الصدقة الموسمية الكريمة والإحسان الرمضاني الفاضل، على أهميتهما، إلى مبادرات تقوم بها الأسر الموسرة، التي انعم الله وفضّل عليها، رزقا حلالا، لتخصص مساهمة مستقرة دائمة ثابتة، لا تكون مرّة في العمر أو مرّة في السنة، بل مساهمة محددة، تأخذ في الاعتبار أن الفقر في ازدياد، وان ظروفنا المالية والاقتصادية صعبة.
ويعرف رجالات الأردن الموسرون تمام المعرفة، أن ما يساهمون به وما يبذلونه لإقالة عثرات إخوانهم الفقراء، عيال الله الكرام، والتخفيف من أذى الفقر وشدته، على أرواح إخوانهم المواطنين المحتاجين وأبدانهم، هو مساهمة واعية محمودة منهم، في الأمن الوطني والسلام الاجتماعي، والاستقرار الضروري الحاضن لكل نشاطاتهم الاقتصادية والمالية والاستثمارية.
ما تزال قلوبنا مترعة بالإيمان والتقوى والإحساس بالآخرين والتكافل مع المعوزين والتعاون من اجل الحد من أضرار الفقر والفاقة ومخاطرهما. فالخير في امتنا إلى يوم القيامة، ولن يضار الخير، ولن تخف اندفاعاتنا إلى القيام به ونيل مثوبته، لا بل إن الحاجة تشتد إلى المزيد من الخير، كلما كان هناك الكثير من الفقر، كما هو واقع اليوم.
إن من يفرك عينيه ويزيل الغشاوة عنهما ويضع جانبا إغراقه في شؤونه الخاصة، لن يظل مكتوف اليدين أو متفرجا ومكتفيا بما هو فيه من خير ويسار ونعمة، في الوقت الذي يعمل الفقر فيه أذاه وضرره وخطره. وسيهب ويبادر، تحركه مواطنته وشهامته وإيمانه، مهما كان حجمه المالي محدودا، إلى الإسهام الطيب المتواضع في الجهد الوطني المأمول، للتخفيف من آثار الفقر والتغلب على أضراره وويلاته.
Assem.alabed@gmail.com
الرأي