ليس هناك «جوليان أسانج» واحد في هذا العالم بل كثر من هم على هذه السوية اذ ينتشرون في اصقاع الارض ويثيرون الغبار عن الملفات العتيقة ويثيرون القلق ايضاً في النفوس التي تخشى الهواء الطلق.
هذا الرجل «اسانج» هو مؤسس موقع « ويكيليكس» الذي اشتهر ببث تسريبات عسكرية عن القوات الاميركية في افغانستان تؤكد ان هذه القوات ارتكبت جرائم حرب وابادة جماعية بحق الشعب الافغاني وكذلك كذبت تلك الوثائق تسعة اعوام من الكذب المتواصل على طريقة غوبلز.
هذا الرجل تلقى مذكرة اعتقال في السويد، البلد الاكثر مثالية في حقوق الانسان، لانه – بحسب المذكرة متهم بجريمة اغتصاب، وهي جريمة لا يمكن الدفاع عنها اخلاقياً..
الابادة الجماعية ايضاً جريمة لا يمكن الدفاع عنها لانها شكل بشع من اغتصاب شعب باسره وليس اغتصاباً فردياً، على بشاعته..
هل هناك ترابط بين جريمتي الاغتصاب ، وهل استدعت الاولى الثانية علىعمل لاثارة موجة من الضباب اخفاء لاكثر من 77 ألف وثيقة عسكرية جرى فضها على الموقع الالكتروني «ويكيليكس؟
سيقول احدهم ان عقلية المؤامرة هنا لا تنتج حقيقة بالرغم من ان البيئة مناسبة لنموها، غير ان للحقيقة وجهاً واحدا هو..
ان هناك ترابطاً جوهرياً بين عمليتي الاغتصاب، الفردي المفترضة والجماعية المؤكدة.. بين جريمة جنائية وقعت على فرد لم تتأكد بعد وجريمة جنائية اكثر بشاعة وقعت على شعب باسره..
القوة حين تفتقر للاخلاق تصبح مثل قوى الطبيعة المدمرة كالزلازل او البراكين والقوة الغاشمة حين تفضح ممارساتها فانها تستخدم ابشع الوسائل للدفاع عن نفسها. موجة الغضب العارم التي قوبل بها قرار الادعاء العام في السويد دفع به الى «سحب» مذكرة الاعتقال غير موجة الغضب العارم ايضاً جراء اجتياح الولايات المتحدة لدول مثل العراق وافغانستان لم تدفع بالمحتل الى التراجع عن احتلاله.
اعود للقول ان ليس هناك «جوليان أسانج» واحد في هذه الارض كما ليس هناك ويكيليكس او موقع الكتروني واحد وليس هناك سلطات غاشمة اذ هناك آلاف بل ملايين من سوية جوليان كما ان هناك العديد من المواقع الالكترونية التي على سوية ويكيليكس اما السلطات الغاشمة فانها اكثر وضوحاً من ان ترى...
الرأي