يرسل وزير الداخلية نايف القاضي"غمزة غزل" الى الاخوان المسلمين ، عبر حثهم على المشاركة بالانتخابات النيابية ، ويأتي الرد على الغزل ، بعدم التجاوب.
الاسلاميون اذكياء.يرسلون رسائل متنوعة.حادة وغير حادة.الى اليمين والى اليسار.من ذاك الذي يرفض المشاركة حتى لو دعتهم الحكومة الى حوار واستجابت الى مطالبهم ، الى ذاك الذي يقول ان كل المطالب قد تؤجل اذا حدث حوار وتوفرت حسن النوايا ، الى ذاك الذي يرفض اي نوع من المشاركة ، وهكذا تتوالى الرسائل المتناقضة ، من جانب الاسلاميين.
مقاطعة الانتخابات من جانب الاسلاميين تؤثر عليهم سلباً.ومن جهة ثانية تؤثر على سمعة الانتخابات ذاتها ، لانها لم تقف عند حدهم وحدودهم ، اذ قرر آخرون المقاطعة ، وهكذا تتوالى فئات سياسية واجتماعية ومهنية واحدة تلو الاخرى ، لتقاطع الانتخابات.
الرأي الغالب في مطبخ الحكومة ان من يريد ان يقاطع فليقاطع ومن يريد ان يشارك فليشارك ، ولاهمة مرتفعة لاقناع الاسلاميين بالعودة عن قرارهم.غمزة الغزل كانت فقط رفعاً للعتب والله اعلم.
رأي الاستاذ طاهر العدوان المنشور في العرب اليوم ، هام جداً ، وهو يقول ان تل ابيب وواشنطن هما الاسعد بالمقاطعة ، وان على الاخوان ان لايقاطعوا لان المقاطعة هنا تعني اخلاء الساحة السياسية في وجه مرحلة حساسة جداً وخطيرة تتعلق بحل القضية الفلسطينية.
يقول الاستاذ العدوان بمامعناه "حماس محاصرة في غزة ، واسلاميو الاردن سيغيبون عن البرلمان ، وهو غياب يأتي في توقيت لايفترض فيه الغياب".
مالذي جعل الحمائم والصقور في حركة الاخوان المسلمين يأخذون قراراً واحداً ، وهوقرار مثير حقاً ، في تماسكه واجماع المصوتين ، برغم كل تناقضاتهم.
مهما حللت لاتستطيع ان تصل الى السر خلف اجتماع الفريقين على قرار واحد ، والمؤكد ان هناك من قدح صوان عقله بحيث ولدّ دوافع مختلفة لدى كل فريق نحو المقاطعة ، وبحيث تكون دوافع كل فريق مختلفة عن الاخر لكنها تصب باتجاه المقاطعة.
كيف التم "الشامي على المُغربي".هذا هو السؤال الذي يفك جوابه سر قرار غياب الاسلاميين ، وهو سر لانعرفه ويتجاوز الاعتراضات الاعتيادية التي يقدمها الاسلاميون الى الرأي العام لتبرير مواقفهم.
اغلب الظن ، وبعض الظن اثم ، ان لا الحكومة معنية بعودتهم عن قرار المقاطعة ، فيما هم لايريدون ايضا المشاركة ، وغير ذلك هو لعب سياسي بين الجانبين.
mtair@addustour.com.jo
الدستور